العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 01-12-2013, 02:16 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي الشيخ الراضي فكراً ومنهجاً - محاضرة الشيخ عبَّاس الموسى

الشيخ الراضي فكراً ومنهجاً
الشيخ عبَّاس الموسى


الحديث عن الأستاذ المحقق في فكره ومنهجه ذو شجون لما حدث من تقلبات وتصورات خاطئة لبعض الأمور، وهنا أحاول أن أبين بعض الأمور التي تبين فكره ومنهجه ومسلكه العلمي الذي يعتمده في أطروحاته ويمكن أن نبين ذلك في أمور ثلاثة:
الأول: منهجه العلمي ما هو؟ وهل هو بدع من المناهج؟
الثاني: الفرق بين الحديث الضعيف والموضوع.
الثالث: رؤيته في بعض المواضيع التي تبدو حساسة ومنهجه فيها.



وقبل ذلك أمهد بتمهيد بسيط:
أولاً : سيرة الأستاذ العلامة المحقق :
ذهب إلى النجف الأشرف في وعمره 17 سنة أصغر الأحسائيين آنذاك .
درس العلوم الدينية في النجف وقم المقدسة وكان من أبرز أساتذته في النجف :
-آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي وآية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم و آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري وآية الله الشيخ محمد هادي معرفة ( رحمة الله عليهم ) وغيرهم من الأساتذة الشهداء .
انتقل الشيخ إلى قم المقدسة عام 1400هـ واستكمل دراسته في البحث الخارج أيضاً عند كلٍ من:
* آية الله العظمى السيد الكلبيكاني ( قده )آية الله العظمى الشيخ حسين منتظري وآية الله العظمى السيد كاظم الحائري وآية الله العظمى السيد علي الفاني وآية الله الشيخ حسن زاده آملي وآية الله الشيخ جوادي آملي.
اجازه اية الله السيد المرعشي النجفي (قده) اجازة الرواية –رواية الاحاديث عنه وعن اساتذته حتى الإمام المعصوم- كما اجازه شفوياً بدرجة الدراية والاجتهاد اية الله السيد علي الفاني (قده) .
تولى الشيخ مسؤولية حوزة ما يسمى بالحجازيين(أهل الأحساء والقطيف) كإدارة لشؤونهم الخاصة .
ثانيا: إن كثيرا من القضايا – غير الفقهية – لم تتعرض للبحث أو على الأقل لم تتعرض للمناقشة كما هي الأمور الفقهية ولعلكم تلاحظون كم هي الموسوعات الفقهية والشروحات المتعددة التي تتراوح من الأربعين إلى المئة في بعضها، ولكن قلّ أن تجد ذلك في الاتجاه العقائدي أو التاريخي أو حتى الدراسات القرآنية المتعددة.
ويعتقد البعض أن هناك مسلمات وضروريات هي لا تقبل النقاش والمناقشة، وما إن يتحرك أحدهم لمناقشة هذه المسلمات –التي لا نعلم كيف كانت مسلمات–إلا وتثور ثائرة لا يخدمهم إلا التسقيط والتضليل والإخراج من المذهب والدين والملة.
وأبسط شيء في الفكر الإسلامي سنة وشيعة أن يجعلك الشخص مبتدعاً ليسهل عليه الطعن فيك كيفما شاء، وما ذلك إلا لمخالفتك منهجه وفكره أو فكرته الفلانية أو مسلّماته التي لم تكن ضمن ميزان وضوابط علميّة.

ولكي لا أطيل في ذلك ندخل في أهم النقاط:
أما النقطة الأولى: منهجه العلمي:
في قبول الأفكار والموضوعات يعتمد العلماء على أمور متعددة وهي:
1) القرآن الكريم. 2) الروايات. 3) العقل.
وميزان الاعتماد على هذه الأمور بحسب الموضوعات فليس استخدامها في الموضوعات بنسبة واحدة.
وعند العلماء منهجان في اعتماد الموضوعات:
1- منهج الوثاقة: وهو الذي يعتمد على سلسلة السند في قبول الروايات فمتى ما كان سند الرواية ثقات أو ممدوحين حسب المصطلح الحديثي أخذ به وإلا فلا، كما هو مبنى السيد الخوئي.
2- منهج الوثوق: وهؤلاء يعتمد على تجميع القرائن السندية التي تساعد في تصحيح سند الرواية أو الوثوق بالرواية.
فليس كون الرواية ضعيفة سنداً فهي غير صادرة بل يمكن أن تكون صادرة بتجميع القرائن المساعدة على ذلك كما فعل السيد حسين البروجردي أستاذ الإمام الخميني (قده) صاحب أسانيد الكافي وغيره فهو يبحث في الأسانيد والطرق المختلفة من أجل الاطمئنان بصدور الرواية.
ويضيفون إلى ذلك القرائن المضمونية التي يلحظ فيها الخبر كان يكون موافقاً للقرآن والسنة والعقل وغير ذلك مما هو مذكور في محله.

وسماحة الأستاذ المحقق يسلك المسلك الأول وهو مبنى الوثاقة وليس الوثوق كما هو السيد الخوئي مع بعض التفاصيل الجزئية بينه وبين أستاذه السيد الخوئي.
إذا تبين هذا نقول: إن الأستاذ المحقق لا يعتمد على مبنى الوثاقة في كل الموضوعات وهنا سماحة الأستاذ المحقق يمنهج منهجه كما قررناه في كتابنا (دروس في القواعد الرجالية) كالتالي:
• في الفقه يعتمد على مبنى الوثاقة لا الوثوق. وكذلك في الروايات التفسيرية والزيارات والأدعية وقد بين منهجه في القواعد الرجالية وفي زيارة عاشوراء في الميزان ص48-54.
• في العقائد لا يعتمد على مجرد مبنى الوثاقة في الروايات بل لابد من كون الروايات متواترة أو تكون العقيدة من القرآن أو من العقل.
• أما في التاريخ فيسلك الأستاذ المحقق مسلكاً واضحاً في خطوتين:
أ-لابد من نقل الحوادث التاريخية بشكل متواتر أو مستفيض.
ب-لابد من حصول الوثاقة من نفس الراوي إذا كان متفرداً بنقل الخبر.
هذا هو المسلك العام في منهج سماحة الأستاذ فإذا انطلق في تضعيف بعض الروايات وبعض الموضوعات فينطلق من نفس المنهج فإذا ناقش زيارة عاشوراء من حيث السند فهو ينطلق من هذا المبنى فإذا كان أحد يعترض عليه وعلى مبناه فليعترض على مبنى السيد الخوئي أيضاً وعلماء الطائفة المتقدمين الذين اعتمدوا هذا المنهج كشيخ الطائفة الطوسي.
وعندما يناقش سماحة الأستاذ المحقق بعض الروايات فيناقشها في أمور متعددة:
أ-بعضها يناقشها من جهة ورود هذه الرواية من عدمه في الكتب بحيث أنك لو بحثت عن هذه الرواية لا تجد لها مصدراً إلا متأخراً في هذه العصور علاوة على كون الرواية لا سند لها ويمكن أن نمثل لذلك بمثال قد طرحه سماحة الأستاذ في موقعه ضمن الأحاديث الموضوعة بتاريخ (4/6/2011) وبعنوان (هل فاطمة الإمام الثالث عشر؟) وهي رواية منسوبة للإمام العسكري (ع):
(نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا).
وهذا الحديث لايوجد في أي مصدر من المصادر أصلاً وأول من ذكره كما ذكر الأستاذ المحقق السيد عبد الحسين طيب في كتابه (أطيب البيان ج13/255 وهو تفسير فارسي) وكل من نقل هذه الرواية منه وممن نقله منه.
ومثل هذه الرواية حديث الكساء المنسوب للسيدة الزهراء (ع) فهو لا يوجد في أي مصدر متقدم معتبر بل المنقول عنه وهو السيد هاشم البحراني لم يذكره في أي واحد من كتبه مع أنه محدّث ويجمع كل فضائل أهل البيت بلا استثناء ويكفي دلالة على ذلك مدينة المعاجز.
وهنا لا يفوتني أن أنبّه إلى أن البعض ممن يختلف مع سماحة الشيخ يحرّف الكلام عن موضعه ويشوه الحقيقة عندما ينقل أن سماحة الأستاذ يقول بأن حديث الكساء موضوع والواقع أنه يقول:
إن حديث الكساء المروي سنة وشيعة عن أم سلمة حديث متواتر، وهذا قد ورد بطرق متعددة وعبارات مختلفة، وأما الحديث المروي والمنسوب عن فاطمة الزهراء (ع) فهو الموضوع.
ب-أن سماحة الأستاذ لا يرفض ولا يقول بضعف الرواية إلا بعد اتباع منهجه فمثلاً:
أ-يناقش زيارة عاشوراء من حيث السند وبغض النظر عن المتن وما طرأ عليها من تزوير وتحريف فيقول بناء على مبناه بضعف السند. حيث تناول ذلك من كتابه.

الفصل الخامس / زيارة عاشوراء المتداولة / بحث في سندها / ص63-81 .
وعندما ناقش مكان قبر فاطمة (ع) استعرض الآراء الثلاثة:
1-القول بأنها مدفونة في البقيع.
2-القول بأنها مدفونة في الروضة.
3-القول بأنها مدفونة في منزلها.
وقد استعرض الأدلة المختلفة وناقشها وخلص بنتيجة في نهاية الكتاب وهي أن قبر فاطمة (ع) في منزلها.
وقد استخدم مبناه في ذلك في الاعتماد على الروايات الصحيحة (لاحظ الدليل الأول: أين قبر فاطمة ص135 و 138 الدليل الثاني).
ويؤيد ذلك بالروايات الضعيفة التي تشير إلى نفس المعنى.
النقطة الثانية: الخلط بين الحديث الضعيف والموضوع :
بعض الطلبة يتوهم أن سماحة الأستاذ المحقق يعتبر الحديث الضعيف موضوعاً وهذا خطأ فادح ولقد لاحظت بعض أساتذتنا لديه هذا الخلط وقد بينت له خلاف ذلك.
إن سماحة الأستاذ المحقق لا يحكم على الرواية بالوضع لمجرد كونها ضعيفة، وهناك دلالة بينة واضحة لا تحتاج إلا إلى الاطلاع فقط والذي يبدو لي أن بعض الطلبة ليس لديه أدنى اطلاع إنما هو قيل وقال:
1-لو راجعت المسائل الروائية في الموقع فإن كثيراً من التساؤلات وردت في خصوص معرفة صحة الرواية من عدمها فيحكم عليها بضعف الإسناد فقط دون أن يحكم عليها بالوضع.
2-إنه يستند على روايات ضعيفة كشواهد مدعمة ومؤكدة للروايات الصحيحة ولو كانت موضوعة لا تصلح لأن تكون شاهداً.
وهذان الأمران واضحان لمن له أدنى اطلاع على فكر الشيخ.
أما الحديث الموضوع فقد تعرض له سماحة الأستاذ المحقق في مواطن متعددة:
1-في كتابه المؤامرة الكبرى على مدرسة أهل البيت ص14-15 .
بل أكثر الكتاب يتحدث فيه عن الوضع والكذب في مدرسة أهل البيت والصحابة.
2-وتعرض له في كتاب دروس في علم الدراية وهو مخطوط لم يطبع إلى الآن.
وعندما يتحدث عن رواية أنها موضوعة فيبين لماذا هي موضوعة؟
فمثلاً:
1-زيارة عاشوراء: ضعيفة سنداً ولم يتحدث في بداية الأمر عن كون الزيارة محرفة وموضوعة بل كل ما هناك القول بضعف السند وقبل دراسة المتن، وعندما درس المخطوطات تبين له التزوير والتحريف والوضع في نفس الزيارة وليس كل الزيارة موضوعة فقد وردت بدون هذا المقطع الموضوع.


وتحدث عن جملة من الروايات الموضوعة والتي بعضها يكون الوضع في السند وبعضها في المتن وبعضها في كليهما منها:
1-روايات ادّعي فيها رؤية القائم.
2-رواية صلب الشيخين.
3-هل فاطمة الإمام الثالث عشر (وجدتنا فاطمة حجة الله علينا).
4-أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
5-الحديث المنسوب للزهراء باسم حديث الكساء.
وهناك روايات لم تخرج للعلن بعد.
والخلاصة بأن الحديث الضعيف غير معتبر ولم يكن الاستناد عليه في بيان الأحكام وغير ذلك ولكن يمكن أن يخرج شاهداً ومؤيداً للروايات الصحيحة.
أما الحديث الموضوع فهو مردود ولا يخرج حتى شاهداً، وكل حديث موضوع ضعيف وليس العكس، والمتأمل غير المتعصب لفكر الشيخ يدرك ذلك.
النقطة الثالثة:
سماحة الشيخ يحمل هم الإسلام كإسلام ، ويتحرك في حركته في ما يتطلع إلى الإسلام كمبدأ ، ولذا فإنه يرى أن الوحدة الإسلامية مبدأ إسلامي يجب التمسك به ، والخروج عن هذا الفكر وهذا المبدأ خروج عن الإسلام ، ومن هنا انطلق في دراسة بعض الأمور التي تأزم الموقف الإسلامي ، وتهدد الكياني الإسلامي ككيان وتوجد الفتنة فيه ، فسعى إلى أن يناقش بعض الأفكار مناقشة علمية ، دون النظر إلى هذا وذاك ولذا أستعرض بعض المواضيع التي أصبحت مثار جدلٍ على سماحة الأستاذ المحقق وهي: (اللعن):
فهل أن الشيخ يرفض اللعن جملة وتفصيلاً أو ماذا؟!
• إن الصورة التي تؤخذ عن الشيخ حول هذا الموضوع غير دقيقة ولأبين بعض الأمور هنا:
أ-عندما تحدث سماحة الشيخ عن اللعن الموضوع في زيارة عاشوراء لم يقل أن اللعن كمفهوم موضوع وإنما اللعن لخصوص الخلفاء الثلاثة في زيارة عاشوراء موضوع.
ب-سماحة الأستاذ الشيخ المحقق لا ينكر وجود اللعن بل أول موضوع بدأ به في مسألة اللعن ذكر أن اللعن وارد في القرآن والسنة وذلك في خطبة الجمعة بعنوان (السياسة الاجتماعية عند الإمام علي (ع) -3) كراهة السب واللعن، بتاريخ 19/2/1425هـ الموافق 9/4/2004 م، وبعد تعريف اللعن في نفس الموضوع ذكر جواز اللعن من عدمه وقال تحت ذلك:
بعد أن عرفنا تعريف اللعن وهو الطرد من رحمة الله سبحانه فلا إشكال في جواز اللعن من قبل الله سبحانه ورسوله وغيرهما لمن يستحق اللعن من الكافرين والفاسقين وقد دل على ذلك القرآن الكريم في أكثر من آية...) واستشهد بجملة من الآيات....
ثم يقول في نفس الخطبة بعد الاستشهاد بالآيات:
(وكيف يجوز للمسلم أن ينكر التبرؤ ممن يجب التبرؤ منه ألم يسمع هؤلاء قول الله تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا إنا براؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً)).
ج-إن سماحة الأستاذ المحقق يستشهد في كتبه ببعض الروايات التي فيها لعن للأشخاص وبعضها صحيح السند نذكر جملة منها كما أوردها في كتاب المؤامرة: ص247 الرواية الأولى والثانية ص248.
ص251 رقم (7) ص252 رقم (10)


د-إن سماحة الأستاذ المحقق لا يرى وجود رواية صحيحة على مبناه تشير إلى لعن الخلفاء الثلاثة بل رواية واحد صحيحة على كل المباني، على أن ما ينشر من أدعية وزيارات ما هي إلا روايات ضعيفة، وهي المعتمد في ذلك، مع ما تحدثه هذه الروايات الضعيفة من خلق الفتنة الطائفية التي تأكل الأخضر واليابس.
فصل الخطاب :
إن سماحة الأستاذ المحقق عندما يتحدث عن اللعن يرى أن اللعن ليس منهجاً لرسول الله وأهل بيته (ع) لكي يستخدم من قبل الناس، ولم يستخدمه أهل البيت بغرض التشفي وغير ذلك وإن لزم استخدامه في بعض الحالات فلا يشكل ذلك منهجاً بحيث يسلكه أتباعه.
ثم إن المطلوب عكس ذلك فإذا كان رسول الله لم يبعث إلا رحمة للعالمين فكيف يدعو على الآخرين بالطرد من رحمة الله؟ في ذلك تناقضٌ واضحٌ فمع ورود الآيات المتعددة في اللعن إلا أنه لم ترد آية واحدة يقرن فيها الله رسوله معه في اللعن والحديث عن هذه النقطة لا يسعه الوقت والمقام هنا.




جلسة ذي الحجة
1434هـ

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد