العودة   منتديات الطرف > الواحات الأدبية > مكتبة المنتدى




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 11-05-2020, 03:35 PM   رقم المشاركة : 1
زكي مبارك
مشرف مكتبة المنتدى






افتراضي رمضان مختلف في الحجر المنزلي - صحيفة الرياض

الأحساء - مصطفى الشريدة

تتغير الكثير من العادات اليومية خلال شهر رمضان المبارك حينما يحلّ بأجوائه الروحانية وطقوسه العبادية والذي يتميز عن بقية الشهور بالسنة، ومع تعدد هذه الطقوس، فإن القراءة لها من أوقات الكثير لقراءة الكتب والحفاظ عليها، في الوقت الذي يكون هناك اتزان في وقتها ووقت العبادة من واجبات الشهر الفضيل، لكن كيف تكون القراءة مثمرة ومفيدة خلال أيام الشهر خاصة الأيام الأخيرة التي يعيشها الناس في حجر منزلي على مستوى العالم في ظل وجود توقف أغلب الأعمال والتواجد في المنازل تنفيذًا للاحترازات التي وضعت لصحة وسلامة الجميع، حيث أجاب الكاتب عبدالله بن علي الرستم على ذلك.

وقال: يقال: (رب ضارة نافعة)، ولا شك أن وباء الكورونا فيه من الضرر الكثير، إلا أن لكل ضرر وجهٌ حسن كما قال الشاعر (مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ)، ومن تلك الحسنات أن يلتفت الإنسان إلى نفسه وعقله، ولينظر إلى منجزاته في الحياة، سواءً على صعيد الثقافة، أو التربية، أو الجانب الاجتماعي، ولا شك أن الحجر بما فيه من سلبيات فإن ثمّة بريق أملٍ يجب أن نلتفت إليه.

وأضاف: منذ بدأ الحجر المنزلي ولدي قناعة تامة، وهي: أن عُشّاق القراءة لم يكترثوا بالحجر المنزلي؛ لأن القراءة هي جزءٌ من الانزواء والعزلة عن الحياة الاجتماعية، والغوص في دهاليز المعلومات المتنوّعة، فكأنها - الظروف - جاءت وفق ما يريدون، وهذا ما لمسته من بعض الأصدقاء حينما اتصلتُ بهم سائلاً عن حالهم، وإذا بمعنوياتهم عالية جداً، حيث جاء الوقت المناسب لممارسة هوايتهم (القراءة) من دون وجود ما يعكّر صفو مزاجهم من متطلبات اجتماعية، بل إن بعضهم صار لديه إنجاز على مستوى القراءة وما له صلة بها. ناهيك أن القراءة جزءٌ من تحريك الطاقات الكامنة في الإنسان، فبعض الأصدقاء التفت إلى أوراق بحوثه المتناثرة ليجمعها ويركّز العمل عليها، وبعضهم الآخر زاد من فاعلية القراءة في مجالات مختلفة استثماراً للوقت، والبعض الآخر نظر في أمر القراءة ودورها في الحياة.

أما على الصعيد الشخصي، فلي تجربتي الخاصّة التي لا تنفكُّ عما يقوم به عشّاق القراءة والذين ذكرتُ أحوالهم، فبالإضافة إلى ما ذُكر آنفاً، فإني حاولتُ مع أبنائي في أن نفعِّل مجال القراءة والاستفادة من الوقت في مجالات متعددة، فنعقد الجلسات النقاشية، ونتبادل المعلومات التي نقرؤها، ونصحح ما اشتبه علينا أمره، وأن يقرأ كل واحدٍ منّا ما يحب، بالإضافة إلى ممارسات مختلفة لتفعيل هذه الهواية المهمة في الحياة التي من دونها لا يمكن أن تتسع مدارك عقولنا.

وإني لأرجو من كل الأخوة أن لا يهجروا القراءة في ظل الظروف الآنيّة، فهي - القراءة - تسبح بك في عوالم المعرفة، خصوصًا في المجالات التي لها مساسٌ بميولنا المتنوّعة، فإذا لم نغذِّ العقل بالمعلومات سيصدأ مع الأيام؛ لأن للقراءة دورا في تنشيط الدماغ، خصوصاً إذا ما قرأ الإنسان معلومة جديدة فإنه يشعر بالصدمة كونه فوجئ أو تعرّف على معلومة جديدة يستفيد بها في حياته العامة، وإذا لم يكن للإنسان رغبةٌ في القراءة في أمر ما، فعليه أن يُجرِّبَ القراءة في كل ما يراه أمامه، خصوصًا وأن مصادر المعرفة متاحةٌ أمامنا، سواءً في الكتب الإلكترونية أو الورقية.


صحيفة الرياض، السنة (67) العدد رقم (18949) الاثنين 18 رمضان 1441هـ (11 مايو 2020م)

http://www.alriyadh.com/1820484

 

 

 توقيع زكي مبارك :
رمضان مختلف في الحجر المنزلي - صحيفة الرياض
الضربات التي لاتقصم الظهر فإنها تقوي
زكي مبارك غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد