الأمسية الشعرية لـ (عبدالوهاب الحسن)

[منتدى السهلة الأدبي]

أمسية
منتدى السّهْلَة الأدبي

يوم الأربعاء 10 شعبان 1434هـ



أَيْنَ يَخْتَبِئُ النَّهَارُ ؟


عبدالوهَّاب أحمد الحسن

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

الكِتَابةُ: أسرارُهُ وإِسَارُه



ينحدرُ عبدالوهاب بن الملا أحمد الحسن من رحم "القراءة والكتابة" يشده إليهما عِرْقٌ ناطفٌ بالبداعات .. !!
إذا قرأَ .. تعرفه في "لحن القول" فنانا مطربا ولوعا بالمعنى الذي يكمن في موسيقى روحه ومكنونه، وإذا كتب استقام "عودُ الكلام"؛ ولهذا تكثر "أعواده" كلما استسقى غيم الكلمات .. !! وإذا جمع بينهما (أعني بين القراءة والكتابة) استبدّ بك الجمال؛ حتّى تضيقَ بك نواحيه !!
لا تراه إلا منحنيا على أوراقه يُطَمئِنُ من قلقها، ويُخفّفُ ببياضها من قلق نفسه حين يتمادى ويتماهى مشدودا إلى بياضه اللانهائي .. حتى يصبحَ القلقُ بياضا يتبعه البياض !!
يَلتبسُ بالقلم التباسَ الشجرةِ باخضرارها؛ ويتشبث به مسكونا بوجع الكلمات؛ وكأنه يقاومُ بؤس هذا العالم بسلافة روحه، وما تبقى من حبر الأسرار.
لا يَطْمَئِنُّ إلى شيءٍ اطمئنانَه لكلماته، ولا تتفتحُ أزهارُ مساءاته إلا بتفتح أكمام كلماته من صباحاتها !!
لا يَطْمئِنُّ إلا إلى قلقِه حين يُحَرِّرُه فوق بياض الورق .. ودائما يظلُّ يحلمُ بالقادم لا المتقادم !!
يَغمرُ كلماتِه بأحلامِه .. ويبقى حالمًا رغم ما يتوارى وراء روحه من أوجاع الرحيل: رحيل طفولة الأشياء !!
يتسرّبُ في كلماتِه وأشعارِه وعوده ووعوده .. يُفَتّشُ فيها عن أولاعه وأوجاعه وفي كلِّ هذا الجحيم الجميل .. نَعثرُ على أشيائنا وطفولتنا وأولاعنا وأوجاعنا !!
تَسِمُ حروفُه البياضَ بِحُمّى ذاتِه وحميميتها .. وتُبشره دائما بـ"أمامٍ جميل"، ويعملُ على توثيقِ تفاصيله وأسراره .. وكأنه يبحث عن "بياض الأزمنة" !!
كلماتُه وأشعارُه .. جديدُ أيّامِه وأحلامِه يحشدُ جمالياتِها في وجه الوحشة والبؤس .. ولذا تنمو في داخلنا الأزهار، وتشدو في أرواحنا الأطيار، وتسمو في ضمائرنا الأسرار .. وما في معناها !!

جابر عبدالله الخلف
الأربعاء، 19 حزيران، 2013

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

موجز الأمسية



1ـ الكلمة.
2ـ امتزاج: شعر.
3ـ وهاتي البعض منك: شعر عمودي.
4ـ في حنايا المكتبة: شعر تفعيلة.
5ـ لأمامٍ جميل: نثر.
6ـ خلجات: شعر تفعيلة.
7ـ هو..كان هو: زجل مَحلّي تفعيلي.
8 ـ إلا أنتي: زجل محلّي تفعيلي.
9 ـ شيء من بعض: شعر تفعيلة.
10ـ لا خبر: زجل محلي تفعيلي.
11ـ رشفة صباحية: زجل محلي تفعيلي.
12ـ كيف أمضيت سهرتك البارحة: تفعيلة.
13ـ لأنك مني: شعر تفعيلة.
14ـ حورية مسكية: شعر عمودي.
15ـ في ملتقى الشوق: شعر عمودي.
16ـ في صباح العيد: شعر عمودي.
17ـ وليس سراب: شعر تفعيلة.
18ـ وجهك الأولي: شعر تفعيلة.
19ـ لحظة قاهرة.

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

-1-

من القلب أحييكم بتحية مسائية ودودةٍ ..باختصار اسمحوا لي أن أجيز لنفسي فأقول: أعرفكم ولا أعرفكم، أفهمكم ولا أفهمكم؛ لأنكم في ظنّي وإحساسي أعمق، وفي نفسي أكبر، فليس من السّهل أن تشرح، أو تشخص الحالة التي تكون عليها حين تعانق أضلاعك المضرجة بالحنين والشوق حبيبا عاد إليها ولها بعد غياب طويل !!
أحبكم كثيرا لشعوري بأنني منكم، وأنتم مني، وأهنِّئُ نفسي بوجودكم، وتفضلكم علي بهذه الزيارة الجميلة.
أنا سعيد بكم جميعا إلى حد التشظي برجفة الفرح .. شرفتموني بحضوركم البهي، ونورتموني، وأحب أن أقول لكم: كل عام وأنتم أخوة وأحباب في ملتقاكم الأدبي الثّقَافي الذي مضى على تأسيسه الآن إحدى وعشرون سنة !!
ربي يطيل في أعماركم .. وأهلا وسهلا بكم، وبالتّوفيق دائما !!


أخوكم
عبدالوهاب أحمد الحسن

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-2-

امتزاج



في مرايا المدينةِ شاهدتُ خطوي ..
ووجهي .. وصوتي
وصورتيَ ارتسمت في سنابلها ...
في عروق المدينة حين قدمت،
تبدد صمت، تفتح ورد .. وفاح عبيرْ.
وغنّتْ تفاصيلها بالسلامْ ...
ومدّت بكفٍ جرى فيه نهرٌ
تميد على ضفتيه غصون .. أبت أن تنامْ.
شاقها أن تعانقَ أهدابَها قُبَلُ الشَّوق
تعطفُ من ولهي
وتُلملِمُ من ورقاتي ما يتناثرُ منها
وتحنو على وجعي وحنيني
فتحتضن الأمنيات التي .. تجعلُ القلبَ فيضًا ..
بما ضجّ في الكونِ من مَرَحٍ، واشتهاءٍ وعِشْقْ.
في عروقِ المدينةِ
شبَّ حريقُ الحضور،
توالتْ بمعزفها أغنياتٌ
تنهّدتِ اللحظةُ الحالمةْ.
آه يا سيدي ...
أيُّها البحرُ خُذْني بصدركَ خذني ...
أيُّها العمرُ قفْ .. وتَنفّسْ .. بقلبي ..
بعمقي .. بأوردتي .. صُبَّ ماءَكَ ..
عطرَك فيه .. ولؤلؤكَ المشتعلْ !!
غنِّ بين الضُّلوعِ التي احتضنتْ ..
صوتَك الحبّ
تفتّحْ ..
بداخلها جنّةً
وتجوّلْ كما تشتهي
وأطفئْ ظما الأوردةْ.
آه يا سيدي ...
هل ترفّقتَ بي حينَ جئتَ ؟؟
تمزّقتُ فيكَ .. تشردتُ فيكَ ..
تمددتُ فيكَ .. رقصتُ على نغمٍ من لظاكَ،
عشقتُك أنتَ ..وليس سواكْ.
وما زلتَ عشقيَ أنتَ
فكنتُ بعشقِكَ أزرعُ في الأفق ..
أنجميَ الزاهرةْ ..
وأخيلتي الساهرةْ !!
فصرتُ بعشقِكَ أغنيةً ساحرةْ !!
تتجدّدُ رغم السّنين التي أنهكتْ .. أضلُعي.
قلتُ: يا .... أدمعي
قد نسيتُ اللغاتِ
أمامَك والبعدَ
وما تطفحُ الكلماتْ
ولا يذكرُ القلبُ غير أحبكِ
إني أحبكِ،
أنت اللغاتُ وأسماؤها ..
وكل الصّفاتْ

1427هـ

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-3-

وهاتي البعض منك




ينادي الشّوق في صدري ويبكي ..
خذي كلّي، وهاتي البعضَ منك


سرى بي من حنين الرُّوح صوتٌ ..
مُلِّحٌ .. في سؤالِ القلب عنك


ويضرم داخلي .. آهاتِ وجدي،
تؤرقني .. وتبكيني عليك


ويجري في وريدي حلمُ عمري
وعمري ينتشي دومًا .. لديك


فأشعل كلَّ ليل .. أمنياتي
عسى ألقاك يا أنفاس مسكي


فكم حاولت أن أنسى ولكن ..
رأيت خطايَ تسبقني إليكِ


أعيدي يا ربيعَ الحبّ .. عمرًا
جميلا كان حلوًا في يديكِ

17 رجب 1434هـ

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-4-

عند باب المكتبة


في حنايا المكْتَبَةْ ..
لحتِ بعيني ..
كنتِ تبغين كتابًا، إنّما .. سِفْركِ يغني ..
وبعينيكِ سماءٌ وحْيُها من كلّ فنِّ ..
وأنا جئتُ، وكم كانتْ هِيَ الأقْدَارُ ..
تقصينا .. وتدني ... !!
كان خطويْ .. مثقلاً بالشّكِّ ..
والحيرةِ ما بيني .. وبيني ! ..
واقتربنا ..
واقتربنا ..
لم يكنْ يفصلنا ..
إلا رفوف المكْتَبَةْ ...
وانتبهنا ..
لا لِشيءٍ .. سابقٍ في عمرنا ..
إنّما .. شيءٌ غريبٌ،
شدّنا .. في بعضنا ..
فتحدَّثْنا قليلاً ..
وافترقنا ..
عند باب المكْتَبَةْ ...
يا لها من لحظاتٍ هاربةْ ! ...
ذابَ كلُّ الوقت في دهشتنا الأولى،
ولم ترفقْ بنا ..
تِلْكَ اللّحيظاتُ التي ..
غابَتْ بنا ! ...
مرّتْ كحلمٍ خاطفٍ، لكنَّها ..
ظلّتْ على فكري تناديني ..
بصوت الشّوق، والذّكرى الجميلَةْ ..
وتساءَلْتُ،
أيا روحَ الجميلَةْ ..
أتُرى مسّكِ شيءٌ ظاميءٌ .. يطفو بعيني ؟!
راجعٌ .. في ذاتِ يومٍ ..
راجعٌ .. أبحثُ عن لحنٍ .. أَغَنِّ ..
راجع .. أبحثُ في عينيكِ .. عنّي ..
عن أمانِيَّ وعمّا .. راحَ مني ..
حين ذابَ الوقتُ، كلُّ الوقتِ في دهشتِنا الأُولى،
وأسلمتُكِ بعضي ..
عِنْدَ بابِ المكْتَبَةْ ....

9 إبريل 2001م

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-5-

لأمامٍ جميل


لكِ أيتها المسافرة في أقصى مسافاتي ترقص الكلمات، وترفرف معانيها كدهشة طفولةٍ امتطتْ أرجوحة أحلامها، فأترعها قمرٌ من مقلتيه نشوةً حتى تراءت لنفسها في مرايا فتونه، ملونةً بغيمة الأطياف البكر .. !!
ولأجلكِ .. تعزف الروح موسيقى الحلم والشوق على أوتار قلب تعلّم أن يكون الغيابُ حضورًا بالوفاء حين لا تستجيبُ الأقدار لنداء القلوب، ويكون الحضورُ وجودًا، والوجودُ نبضًا، والنبضُ حياةً، والحياةُ بناءً، والبناءُ تلاحمًا، والتلاحمُ إحساسًا .. والإحساسُ عاطفةً، والعاطفةُ صدقًا، والصّدقُ توحُّدًا .. والتَّوحُّدُ ذوبانَ ذاتٍ في ذات أخرى، وحتّى يكونَ الحلمُ أكبرَ، وأكثرَ اتساعًا، وأعمقَ معنى، نكونُ نحن أشمل وأجمل وأكثر عطاء، والبقاء والاستمرارية الحيّة بروعتها وعنفوانها ونقائها .. لتحقيق السّعادة والطمأنينة ..
فهل بمقدورنا أن ندخل غمرةَ الامتزاج، ونكون واحدًا ؟ أنكون بالفعل واحدا ؟؟؟! ومتى وأين وكيف ؟ أم تشطرنا أنفسنا وآمالنا الخائفة من المجهول ؟؟ فنبقى دون طريق مؤدٍ إلى نبع ينسينا رُعْبَ العَطَشِ، ووهنَ الخريف ..
بودنا أن يضيءَ ليلنا قمرٌ واحدٌ سعيد، وتشرقَ في آفاقنا شمسٌ واحدة لا تغيب، ولكننا لا نعلم أينَ يختبئُ النَّهارُ حين يداهمنا الليل، ويسطو على .. قلبِ المحارة !! فنهربُ إلى الخيال الذي يكتنزنا خيالا فضفاضًا، لكنه على جسد واقع نحيل يتنقل فينا أين كنا !!
فياليتنا نستطيع الخروج من مدن الحزنِ، وياليتنا نكونُ فرحين في الفرح الذي لم يشأ مغادرة كُوّتَه الضيّقة حين يدنينا إليه قليلا في خُلْسة من الوقت .. فنبقى نصارعُ الوجع، ونحتسي فرحنا على أطباق مكسرة .. ويولد الوجع من جديد، فلا نعرف ألوان الاختلاف بين الحزن والفرح !
فلماذا الوجع دائما .. ولماذا ؟ وإن كان جميلا حين نحتاج إليه ... لماذا الوجع ؟ لماذا الأنين ؟ وكيف الضلوع التي أشرعت فرحها .. وعند اللقاء .. كبَا .. ثم لم ينتصب ؟!
فأين المؤدي إلى داليات العنب ؟ وأين .. وأين ؟
يد بيد .. فعسى نخضع المستحيل إذا ملأتنا عيون اليقين ...
وصرنا بروق السحاب الذي يماطر فينا .. حياة السنين ...
ويشعلنا بالحنين الذي نتوق إليه .. ولا نستكين ...
ولكننا .. في لهاث الطريق، ورشق الرياح ...
نسينا ملامحنا حيث كنا .. هشاشا
ولم ننتبه للخطوط العريضة إذ غادرنا الحس منا ..
وخلّفنا دون عنوان عودة !!
بكينا ..
أقمنا .. على الروح أضرحة للعويل !
وقفنا .. على الباب، لم نتجاوز خطانا ..
ولم نكتشف (درّةً) في بكانا ! ...
فأين بكانا ؟!
عسى مثلما جاءنا يستفزُّ دمًا ..
في عروقِ المسافات ..
كي نبدأَ الخطوةَ الحالمةْ ..
لأَمَامٍ جَمِيل ...

18 مارس 2001م . الطرف

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-6-

خلجات


من الشَّوقِ يبدأُ كلُّ سؤالٍ جريحْ
ترى من يعيد إلى الماء ضحكته الهاربةْ ؟
وللطينِ إشراقة من وجود ؟
وحين تعودُ إلينا نوارسُنا الحالمةْ
ونشعرُ أنَّ نداءَ القلوبِ التي هاجرت
من صدورِ النَّشيدِ أعادَ لنا شمسَنا في صباحٍ ودودْ.
من الجذرِ تبدأُ أحلامُنا، وصوتٌ
يصيحُ أيَا من تأوّهت في عمرِ أعمارِنا
تكلّم لنا
واسترقْ من بريقِ حكايا الزَّمانِ، وهيئْ لنا
هودجًا طرَّزته أناملها شهرزاد
أعادت إلى الليلِ نشوتَه، وأرخَت عليه
طيوفًا مرصّعةً لبياضِ النّجوم
معطرةً بشذا ـ آمنةْ ـ
لتفرح فينا انتظاراتُنا المزمنةْ
وفي الشَّوقِ تغتسلُ الأمنيات
وتبقى على صهوةِ الحمحماتِ رحيلا
يُجيدُ البكاءَ
وفيها المواجعُ لا تنتهي
من الشَّوقِ يبدأُ فينا صباحٌ
ويأتي مساءٌ
ترى من بعيد إلى الماء ضحكتَه الهاربةْ
وللعين إشراقةً من وجودٍ
ووجهًا بطلعتِه المعشبةْ ؟؟

1433هـ

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-7-

كان .. هو


وِيّا الدموعْ
شكوة ضلوعْ
وحزن الشموعْ ..
سافرْ حنيني
وليت يرجع لي
بسلامْ ...
كان الوفا يضحكْ على عيونهْ
ويحضنْ لهفتي
ويسقي شجرْ عطشانْ
عيّا لا ينامْ
إلا إذا شاف القمرْ
يَضْوي ..
يحازي
عن هلي الطيبين
وسمّعني شِعرْ
يحكي هواهم
كم هواهمْ أشرق بروحي
في رحلةْ .. عمرْ
رحلةْ طويلةْ ابتدتْ
من أول ادموع الفرحْ
في جيّتي
يا ليت دامتْ فرحتي
طول العمرْ
لكن قدر يجري
ويفاجئني بغيابهْ
لحظة اطلوع الفجرْ

1434هـ

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-8-

إلا إنتي ..



في كلامك ألف ليلة سهرتني
وفي عطورك كليوبترا عطرتني
وصارت بغيرة وحيرةْ وحسدتني
وفي عيونك ألف صورة حيرتني
وكل قصة .. من هواك انتي خذتني
وصارتْ عيونكْ
سما ..
وقمرةْ ونجوم
وأخبرتني ...
علمتني كيف أحب ؟
وكيف أصبرْ ... ؟
إن قسى وقتي وجرحني
ولو نساني ذاك وهذا ..
وكل آمال اخذلتني
كل شي يمكن يهون
واصعب الأصعب يهون
إلاّ انتي لو نسيتيني ..
أنا مادري شكون ؟؟

1434هـ

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-9-

شيء من بعض


أدخل في معزوفة الصباح
ألثم اللحنَ الإلهيَّ الجميلْ.
وأرتدي مئزرةً ريفيةً ..
عابقةً بنفحة الخميلْ.
ووشوشاتٌ من صدى الأمس الأصيلْ.
تطير بي
وتنثر الشَّكوى ..
بواحة النَّخيلْ.
وخطرةٌ تزورني ...
من ذلك الرّمش الطّفولي الكحيلْ.
تراود الأطياف خاطري
أحبسها كيلا تعود الرّحيلْ.
وأدخل الأزقة القديمةْ
في قريتي الأولى الكريمةْ
أسألها
عن وجهها ..
أسأل عن حليمةْ ...
وعن لحون (الهاون) الذي ..
غنى بدار جارتي غنيمةْ.
أواه يا غنيمةْ
لا تسألي عنا ..
ولا عن ضحكةٍ كانت ....
وأما الآن صارت نغمةً ثكلى .. يتيمةْ.

1434هـ

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-10-

لا خبر



وانه واقفْ أَحتِريهَا
دنيا مرّت في خيالي
وخوف في صدري عليها
وين غابتْ
وين راحتْ، ما درتْ قلبي يبيها ؟؟
كانت الدنيا شتا
والبرد في جسمي سرى ..
ورشت الغيمةْ على راسي مطرها
يمكن اتجي من سفرها
وانه واقف أَحْتِريهَا
ليت تلمسني إيديها
كم فَرَحتْ، وكم حزنتْ
وكم بكيت، وكم ضحكتْ ...
وشابت اسنيني على راسي
ولا مرت علينا؛ ويّا نسمات الفجر
وكل ملجانا شتا، وامطرت غيمة علينا ..
شفت أيامي تناديها
وتناجيها
ولكن .. لا خبرْ

1434هـ . الطَّرَف

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-11-

رشفة صباحية


رشفةْ صباحْ ...
كيف الصحارى ..
صاحبتْ أشواقها ؟
كيف انجلى عن وجهها ..
ذاك الوشاحْ ؟
مرَّ النَّدَى
مَرّتْ سحاباتُ الأملْ
في الصَّدر حارتْ شكوتي
وبروحي هزّتْ أغنياتُ الحب
طير الشوق
سافرْ ..
في حنايا وحدتي
وفي مدينة غربتي
نورس هواي
يا حب، يا موال في صدري
ويا نغمةْ وجعْ
هزّ النّوى وجدي
وحيرّني
ودمعي .....
ما شفعْ !
حتى رجائي ..
يوم شفتهْ ... يا حسافةْ ..
ما نفعْ

1434هـ . الطَّرَف

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-12-
كيف .. ؟



كيف أَمضَيتَ
سهرتكَ البارحةْ ؟
هل كشفتَ النَّوايا
بتلك العيون التي ..
ضحكتْ
حين أبديتَ لطفًا
لذاك السَّنا ...
واستراحتْ لك النفس
تجلو المنى ؟
يا لها من عيونٍ خَؤُونةٍ
اغسلِ الرّوحَ يا صاحبي ..
وامتلئْ لؤلؤًا
وأَضئْ .. كهرمان فؤادِكَ
واعزفْ نغمًا
قابلا للخلودِ
ولا تكتئبْ
إنها قطرةٌ من سحابٍ
وليس عجبْ

1434هـ . الطّرف

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-13-
لأنك مني

لأنَّك منّي ..
فتحتُ النَّوافذَ والطُّرقاتِ
وأبوابي الدّاخليّةْ
وزيّنتُ كلَّ الزَّوايا
فكانت نديّةْ.
فتحتُ جِهاتي ..
بداخلِ ذَاتي ..
أعدتُ المواعيد
تلك السّنيَّةْ
وآهٍ من البعد
إنّي كرهتُ المسافةَ
تمدّدَ فيَّ الحنين
كسرتُ جموحي حتّى إذا جئتُ
من عالمِ الغيب
جِئْتُ
إنّي أعانقُ فيكِ زَمانِي
أعاتبُ فيكِ الغيابَ الممضَّ
وأعشقُ فيك ابتساماتِ عمري
وأزرعُ كلَّ ظنوني يقينًا
لأنّي أحبُّ اليقين
تعَالَي .. لنهزمَ ما كان صعبًا علينا
وفينا .. ومنا
تعالَي .. لنكتبَ في صفحةِ العاشقين قصيدًا ..
يفوقُ قصائدهم
لأنّك منّي ..
لأنّك صرت كِياني العميق
جمعتُ المحبين في مهجتي
وغنّيت نزفي فيهم ومنهم
وأفرحتهم بأنين جِراحي
فهل تعلمينْ

1433ه

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-14-
حوريَّة مسكيَّة


شرقية إن مسّ صبحا ثغرها
عاف الصباح، وذاب فوق سناها

تَأتي؛ فتملأ بالضياء سماءه
فتغيب طلعته بشمس ضحاها

مهما تزيا الحسن لا يرقى لها
في دلها، ودلالها .. وبهاها

والفاتنات يغرن من لفتاتها
من غصنها .. من وردها .. ورؤاها

حورية مسكية .. وعبيرها
يذكي مدائن مهجتي وقراها

لا تكتفي بالطرف إن جرحت به
لكنها تغري .. بحلو نداها

فتضج بالأشواق أطياف الهوى
مشتاقة .. تهفو إلى لقياها

ويفزُّ قلبي ناثرا لألاءه
وحقوله الفيحاء كي يحظاها

يرنو إليها، ثم يغضي هيبة
لما تعلقه هوىً عيناها

وإذا تلفت وجهها لفت بي
الدنيا، فسبحان الذي سواها

لم أحترق بالحب حتى ذقته
منها، فلن أرضى بديل سواها

كم هومتني في الدروب، وما درتْ
أنّي متيمها .. وما أقساها

فحملتها بين الضلوع هواجسا
ووشمت في قلبي دروب خطاها

وتمنعت عني كثيرا إنما
أملي ترق لعاشق يحياها

فترف دفئا مؤنسا يهنا به
ويفر من دنياه برد جفاها

وتفيض بالتحنان قلبا مفعما
فتعانق الأحلام كل مناها

هي حملتني في الحياة عناءها
أفتنكر القلب الذي عاناها

20 ذو القعدة 1422هـ
3 فبراير 2002م

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-15-

ملتقى



في ملتقى الشّوق لا في ملتقى أدبي
كهربتِ قلبي من نظراتكِ العجب


كم لذتُ عنكِ ولكن شدّني ولهٌ
لأعرف السرَّ في طغيانك العذب


جنود عينيك غالوا في ملاحقتي
فلم أجد حيلة تُفضي إلى الهرب


ورمشك الأكحل المجنون غافلني
برمية خلتها غاصت إلى عصبي


يا أنتِ كفّي فقلبي مثقل تعب
يكفيه ما بي، ولن أنبي عن السَّبب

1434هـ

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-16-

في صباح العيد



ذكرتك في صباح العيد
والأعياد تبكيني
فرحت ألملمُ الآهات
في صمتٍ يداريني
تداري داخلي شوقي
ومن عيني يكسوني
ثيابًا من غناء الرُّوح
لا تنفكُّ تبديني
بلون سافر المعنى
فما أوفاه تلويني
لعين لا ترى قلبي
وكفّ لا تناديني
إذا أحسست وشوشة
حسبت النَّاس تعنيني
كأنَّك فوق أهدابي
لهم تبدين مكنوني
بوجه غاص في زمني
وروَّى غصن زيتوني
تفاصيل تؤانسني
إذا ما رحت .. تدنيني
سرى من عطرها ولهٌ
تضوّع منه نسريني
تَعَالَي أنت يا غابات
يا أشجار ضميني
حنيني لأكبر الأنهار
يجري في شراييني
سلاما من شَغَاف القلب
(يا عيدا تمنيني)
سلاما في صباح العيد
يا من .. أنت تعنيني (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) منشورة في صحيفة اليوم، الخميس، 28/1/1423هـ.

 

 

[منتدى السهلة الأدبي]

-17-

وليس سَرَاب



غناء يطلُّ على تربة الصَّدر .. قافلة من عذاب
ينبه رقدة حلم، ويبدو جريحًا .. مندّى بماء العِتاب
دنا مرة / غمرة .. ثم غاب
وغاب الذي كان صحوا .. وفجرا
يرتّل أنسًا بلون الضّباب ..
غناء محلّى بروح العذوبة يجري غديرًا
مذابا شهيًّا ..
وليس سراب
ولكن تلك الطّيور على مهجة الصّوت تبدو انكسارا
حيارى .. حيارى، وآه من البعد
كيف يكون الحريقُ اخضرارا ؟؟
وما مرني !!
لم يجئني بلؤلؤ قلبي
بماء النُّهَيْرات اصطادها كيف ؟
إذن
كيف أهدي السهارى عقودا منمنمة بالسعادة ؟؟؟
وأفرش قلبي في ليلها فضاء يطوفُ فضاء
وترقص فيه جميع المسافات .. كل اشتياقاتنا الوالهة
متى يمطر الحزن شيئا فسيحا
أليفًا يغادر فينا
نسافر فيه إلى كل شيء
بلا أجنحة ؟
يعودُ الغناء ثريًّا على نهدة الصدر
مثل الدعاء على الأضرحة
فيحملنا الغيث حيث يشاء ..

2 ربيع الآخر 1420هـ