العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 19-05-2012, 11:24 PM   رقم المشاركة : 1
مختلف
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية مختلف
 






افتراضي عظمة العلم والعلماء

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم يا شديد العقاب

رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهو قولي

(القسم الأول)

لقد ضاع الوقت الكثير في اللجاج والجدال الغير نافع وحيث أن العمر يمضي وكل دقيقة نحن محاسبون عليها فلابد وأن تكون أوقاتنا مليئة بالعلم والتعلم فعن كميل بن زياد النخعي قال : كنت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في مسجد الكوفة ، وقد صلينا العشاء الآخرة ، فأخذ بيدي حتى خرجنا من المسجد ، فمشى حتى خرج إلى ظهر الكوفة لا يكلمني بكلمة ، فلما أصحر تنفس ثم قال : يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، احفظ عني ما أقول ، الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق. (أمالي المفيد ص247 ح3 باب كلام علي لكميل في شأن العلم والعلماء).

والله سبحانه وتعالى يريد لنا الخير والسعادة وما خقلنا إلا للسعادة الأبدية قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ }الشورى20

فزيادة الله لنا في حرث الآخرة وهي (الدنيا) حيث أن الدنيا مزرعة الآخرة فهذا دليل واضح على أن الله يريد لنا الآخرة وسعادتها.

ومن هنا نود عرض بعض ما يمكن تحصيله من أقواله تعالى واقوال بيت العصمة والطهارة عليهم السلام في موضوعنا وهو (عظمة العلم والعلماء)

وسيكون موضوعنا مقسم إلى عدة أقسام:

1ـ عظمة العلم والعلماء في الأيات والروايات.
2ـ أهمية علم العقيدة والمعرفة على غيره.
3ـ أقوال أهل البيت في ذلك.
4ـ أقوال العلماء والمراجع في ذلك.
5ـ دور الأئمة عليهم السلام في تأسيس عقيدة سليمة للمجتمع.
6ـ دور أصحابهم عليهم السلام.
7ـ دور علمائنا في ذلك.
8ـ ماهو دورنا بعد ذلك.

وبحول الله نبدأ ..

1ـ (عظمة العلم والعلماء في الآيات والروايات)

في الآيات/

قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فاطر 28.

وقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} الزمر 9.

وقال تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ} آل عمران 18.

وقال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} آل عمران 7.

وقال تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} الرعد 43.

وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} المجادلة 11.

وقال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} العنكبوت 49.

وقال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} العنكبوت 43.

وغيرها الكثير من الآيات التي تتحدث وبكثافة عما نحن بصدده.

فهذه الآيات الثماني التي أتينا بها تتمن أمورا مهمة جدا لا يمكن الغور والغوص وإخراج منكنونها إلا بآليات ومقدمات في التفسير والفلسفة والحديث وغير ذلك حتى يمكن فهمها فهما جيدا راسخا ولكن المعسور لا يسقط الميسور وما لايدرك كله لا يترك جله.

فالآية الأولى كانت بصدد بيان مَنْ الذي يخشى الله حق خشيته والىية واضحة بدليل الحصر بـ (إنما) وهي أداة حصر كما في علم البلاغة وهنا نقول/

(إنما) أداة حصر وقصر ووظيفتها هو حصر شئ لشي بمعنى أن هناك حكما أو أمراً مخصوص لشخص معين مثلا ولا أود أن يكون فيه مشاركة من قبل آخرين فأقوم عند صياغة العبارة بوضع كلمة (إنما) في أول الجملة حتى يعرف السامع أني أريد حصر هذا الحكم لشخص لا لغيره وهنا الآية الشريفة حصرت وخصصت أمر الخشية الحقيقية أنها تكون من العلماء لا غير.

وهنا العلماء لها عدة معاني /

1ـ أنهم هم أهل بيت النبوة والعصمة والطهارة عليهم السلام وهذا لا إشكال ولا غبار بأنهم أول وأبرز وأكبر مصداق للعلم والعلماء.

2ـ المقصود بهم نفس العلماء وليس المقصود بالعلماء هو كل من تلبس بالعلم بل حتى لو صار مرجعا ولكن قد يكون غير مصداق للعلم والتقوى والمعرفة كإن يكون متربعا على عروش السلاطين ولا يتقي من شره أحداً كما هو الملاحظ في علماء السلاطين .

وإنما المقصود بذلك هم العلماء الربانيين والإلهيين الذين بذلوا مهجهم للعلم والتعلم والتزموا بالتقوى والورع عن محارم الله تعالى وخدموا الدين والمذهب ولم تغرهم الحياة الدنيا وزخرفها.

إذن يتحصل لدينا أن الآية في صدد حصر وتخصيص حكم الخشية أنها لا تكون إلا من العلماء الذين وصفناهم في كلامنا.

وبعد أن وضحنا الآية الأولى تتضح بقية الآيات الكريمات التي بعدها وإن كان فيها مخزونا عظيما لا يمكن استكناهه مهما علا علمنا وتضاعفت معلوماتنا وتشامخت هممنا في ذلك.

وأيضا يتضح عندنا أن العلم والعلماء ليسوا من المريخ ولا من كوكب آخر بل هم أناس من نفس المجتمع لبَّوا ندار الجليل عز وجل حيث قال: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }التوبة122

وبهذا يتضح أنهم عندما هاجروا في سبيل الله وسبيل رسوله الكريم لكي يحصلوا العلم ثم يرجعوا إلى أهلهم رافعين علم العلم والتعلم ليرفعوا الناس من حضيض الدنيا إلى جنة الآخرة.

ولا يخفى علينا القرآن الكريم والآيات الشريفة فيها ما فيها في فضل العلم والعلماء والعقل وذم الجهل.

*نقطة نظام/

طبعا لا أحد يفهم من كلامي أنه لا علماء إلا علماء الدين لا طبعا كل من كان همه خدمة الدين في أي علم كان فإنه ينطبق عليه ما قلناه وإن كان أبرز مصداق للعلم والعلماء هم علماء الدين لأن الدين متشعب بكثرة أما عالم الفيزياء أو الرياضيات أو الكيمياء فهو علم محدود مهما اتسع ولايسوغ لعالم الفيزياء التدخل في الدين لأنه ليس من أهل الإختصاص طبعا، أما عالم الدين فإنه يبحث في كل ما يتعلق بالفرد والمجتمع والدين والكرة الأرضية كلها من مسائل فتجده يبحث في الفقه بأبوابه الكثيرة في العبادات والمعاملات وفي المسائل الحديثة والبنوك وتعامل الدول وغير ذلك الكثير ، فيجب التنبه.

هذا ما أمكنني في هذا اليوم

لي معكم عودة أحبتي


(يتبع)

 

 

مختلف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-05-2012, 01:51 AM   رقم المشاركة : 2
LOVER
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية LOVER
 







افتراضي رد: عظمة العلم والعلماء

ماشاء الله خوش موضوع اخي العزيز مختلف

لديك اسلوب شيق بالكتابه

من المتابعين لك .... اكمل

 

 

LOVER غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-05-2012, 09:43 AM   رقم المشاركة : 3
النجم الحاد
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية النجم الحاد
 







افتراضي رد: عظمة العلم والعلماء

شكراً لكم

 

 

 توقيع النجم الحاد :
رد: عظمة العلم والعلماء

التعديل الأخير تم بواسطة النجم الحاد ; 20-05-2012 الساعة 10:02 AM.
النجم الحاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-05-2012, 01:12 PM   رقم المشاركة : 4
مختلف
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية مختلف
 






افتراضي رد: عظمة العلم والعلماء

الاخ الكريم (lover) و(النجم الحاد)

مشكورين على مروركم وشرفتونا ونسأل الله العلم والفهم

 

 

مختلف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2012, 01:37 PM   رقم المشاركة : 5
مختلف
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية مختلف
 






افتراضي رد: عظمة العلم والعلماء

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم ياشديد العقاب

(عظمة العلم والعلماء في روايات أهل بيت العصمة)

لا يخفى على المطلع البصير في روايات أهل البيت عليهم السلام أنها لم تترك موضوعا إلا وجاءت فيه رواية حتى الأرش في الخدش فتجد الروايات تعلمنا كيفية لبس النعل ودخول الخلاء والمشي والجلوس وهذه من ادق الأمور التي لا يراعيها الكثير وفيها من الفوائد ما لايحصى بل وفي بعضها علاج للأمراض النفسية والبدنية.

فلم يترك الدين شيئا إلا وجعل له حظاً من الرواية فيه وهنا ناتي إلى بعض أقوال أهل البيت في شأن عظمة العلم والعلماء لكي يعلم من لا يعلم وويؤكد علم من يعلم مالعالم الدين من أهمية ومحورية في الدين وهنا نترككم مع أوقوالهم عليهم السلام.


فعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس: إعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم، قد قسمه عادل بينكم، وقد ضمنه وسَيَفِي لك، والعلم مخزون عند أهله، وقد أُمرتم بطلبه من أهله، فاطلبوه. أصول الكافي ـ ج1 ص30

وعنه عليه السلام: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثُلِمَ في الإسلام ثلُمَة لا يسدها إلا خلف منه. بصائر الدرجات ص4

وعنه عليه السلام: كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نُسِبَ إليه، وكفى بالجهل ذماً أن يبرأ منه من هو فيه. شرح المهذب ج1 ص33

وعن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام : لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج، إن الله تعالى أوحى إلى دانيال: {أنَّ أمقتَ عبادي إليَّ الجاهل المستخف بحق أهل العلم التارك للإقتداء بهم، وأنَّ أحبَّ عبيدي إليَّ التقي الطالب للثواب الجزيل، اللازم للعلماء، التابع للحلماء القابل عن الحكماء. أصول الكافي ج1 ص35 ح5

وعن الإمام الباقر عليه السلام: عالمٌ يُنتَفَعُ بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد. أصول الكافي ج1 ص33 ح8

وقال معاوية بن عمار رحمه الله للإمام الصادق عليه السلام: رجلٌ راويةٌ لحديثكم يَبُثُ ذلك في الناس ويشدده في قلوبهم وقلوب شيعتكم، ولعل عابداً من شيعتكم ليست له هذه الرواية أيهما أفضل؟ قال: الراوية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد. اصول الكافي ج1 ص33 ح9

وعنه عليه السلام قال: ما من أحد يموت من المؤمنين أحبُّ إلى إبليس من موت فقيه. اصول الكافي ص38 ح6

وعن الإمام الكاظم عليه السلام قال: إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها، وأبواب السماء التي كان يصعد منها أعماله، وثُلِمَ في الإسلام ثُلمَةٌ لا يسدها شئ، لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها. اصول الكافي ج1 ص38 ح3

وقال الإمام الحسن بن علي عليهما السلام: فضل كافل يتيم آل محمد [المنقطع] عن مواليه الناشب في [تيه] الجهل، يخرجه من جهله، ويوضح له ما اشتبه عليه [على فضل كافل يتيم] يطعمه ويسقيه، كفضل الشمس على السُّها. بحار الانوار ج2 ص3 ح4.

وقال الإمام الحسين بن علي عليهما السلام: من كفل لنا يتيماً، قطعته عنا محنتنا باستتارنا، فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده بهداه [وهداه] ، قال له الله عز وجل: {يا أيها العبد الكريم المواسي! إني أولى بهذا الكرم، اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر، وضمُّوا إليها ما يليق بها من سائر النعم. بحار الانوار ج2 ص4 ح5.

وقال الإمام جعفر بن محمد عليهما السلام: علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، ويمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلط إبليس وشيعته النواصب، ألا فمَن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة، لأنه يدفع عن أديان محبينا، وذاك يدفع عن أبدانهم. بحار الانوار ج2 ص5 ح8.


هذه طائفة من أقوال المعصومين عليهم السلام تبين لنا أمورا كثيرة جدا لا عد ولا إحصاء لها من كرامات وفضائل العلماء وفضل العلم على الجهل حيث أن العلم مكنون مخزون كما عبرت بعضها فإننا نجد أن اللؤلؤ مكنون مخزون داخل الصدفة فيحتاج إلى من يغوص أغوار البحار كي يبحث عنها بحثا دقيقا وبالكاد يحصل على واحدة أو اثنتين وعلى هذا فإن العالم هكذا يبجث في كل علم حتى يحصل على بعض المعلومات التي تنقذ البشرية ويخرجها منظلمات الجهل والشبهات والبدع والإنحرافات العقيدية والسلوكية وهذه مهمة ووظيفة صعبة جدا لا يتمكن من القيام بها إلا من أوتي نصيبا من التقوى والورع والغيرة على الدين وأما من لا غيرة له على الدين ولا على الناس فإنه لا يبالي أطرح عليهم شبهة أم جهلا ويحسب أنه علم.

فالعلماء الربانيون الإلهيون الذي ضحوا بأنفسهم وبمكاسبهم وأموالهم وذهبوا وهاجروا لطلب العلم فبلا شك هم كما وصفوا في روايات أهل البيت عليهم السلام.

والقارئ المدقق لهذه الروايات ولغيرها في الكتب الروائية يجدها أنها تعددت وتنوعت باشكال وألوان كثيرة مختلفة في فضل العلم والعلماء وكيف أنهم عليهم السلام حثوا الناس على طلبه والركوب في سفينة العلماء ولكن المشكلة هي الركون إلى الأموال والخوف من ضيق المعيشة وقلة الرزق وهذا لعمري وطعن في حكمة عدالة الله وإن كان الشخص لا يصرح بها بل ويمكن أنه لم يلتفت إلى ذلك.

فإن حكمة الله تعالى اقتضت أن يكون هناك رسل وأنبياء وأئمة وكذا اقتضت الحكمة الإلهية أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور بهم ولكن في عصر الغيبة من الذي يقوم مقامهم غير العلماءُ؟؟

ومهمة العلماء ووظيفتهم تجاه الدين ليست أقل مما واجهه الرسل إن صح التعبير لأن المهمة والوظيفة واحدة وهي تبليغ الدين ودرأ الشبهات وإخراج الناس من ظلمات إبليس إلى نور الله الأعظم والعلم والمعرفة.

هذا في حكمة الله أما عدالة الله.

فإن الشخص الذي لا يهذب لطلب العلم والتعلم والتفرق التام لذلك خوفا من نقصان المعيشة والعيش فقرا وتأزم الرزق وغير ذلك إنما هو طعن في العدالة الإلهية وأن الله عادل لا يظلم أحدا البتة، فكما عبرت الرواية عن أكير المؤمنين أن الرزق مقسوم مضمون قسمه جبار السماء والأرض.

ولذا فإن طالب العلم رزقه مضمون مكفول من الرازق المتعال، وعليه فإنه عندما تعبر الروايات أن العالم أفضل من المجاهد سبعين درجة وما إلى ذلك من الفضائل فهو حق لأن التفكر في ما يقوم به العالم والفقيه من أدوار كبيرة يجد الإنسان أن العالم ليس شخصا عاديا..

ومثال ذلك/ نجد الآن في العراق منذ سقوط نظام الطاغية إلى يومنا فلولا المرجعية الحكيمة الرشيدة والتي على رأسها زعيمنا المفدى السيد السيستاني حفظه الله وحفظ جميع مراجعنا في كل مكان لانفجرت الحرب الطائفية منذ أول يوم.

ونذكر يوم رجع من رحلة العلاج كيف أن اطلاق النار وصل إلى حضرة أمير المؤمنين ولكن برجوعه حفظه الله اطفأ نار الفتنة وعم الهدوء

وغير ذلك الكثير من الأمثلة كما حصل للإمام الراحل السيد الخميني رحمه الله من انقاذ الشعب من سطوة الشاه المقبور لعنه الله


وغير ذلك الكثير الكثير من الأمثلة.

والله الموفق للصواب والعلم والفهم

(يتبع)..... إن شاء الله تعالى

 

 

مختلف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-05-2012, 02:32 PM   رقم المشاركة : 6
وقلبي بحبك متيماً
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية وقلبي بحبك متيماً
 






افتراضي رد: عظمة العلم والعلماء

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
أشكرك على هذا الموضوع القيم والرائع , وأتمنى لو تتعرض لصفات العلماء.
وأختم بمقطع من خطبة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه : (( يَا كُمَيْلُ هَلَكَ خُزَّانُ الأَمْوَالِ وهُمْ أَحْيَاءٌ والْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ )) (*).
----
* الخصال لشيخ المحدثين الشيخ الصدوق رحمه الله ص 186 , يقول العلامة المجلسي رحمه الله : (( ورواه الصّدوق بطرق كثيرة, بل هو من المتواترات, عند الخاصّة والعامّة, مع قطع النّظر عن متنه الفصيح,ومعناه الصريح; الذي لايصدر إلاّ من معدن الرسالة والخلافة )) الأربعون حديثاً ح 2.

 

 

 توقيع وقلبي بحبك متيماً :
الشيخ الصدوق بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ( أَنَا وَ عَلِيُّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنِ وَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُطَهَّرُونَ مَعْصُومُونَ ) ) .
عيون أخبار الرضا ج 2 باب النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة في جمله الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام ح 30 ص 65.
http://alkafi.net/vb/
وقلبي بحبك متيماً غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-05-2012, 12:28 PM   رقم المشاركة : 7
مختلف
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية مختلف
 






افتراضي رد: عظمة العلم والعلماء

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها وعلى السر المستودع فيها

(أهمية علم العقيدة والمعرفة على غيره)

في هذا الجانب وهذه النقطة نتكلم بداية عن حقيقة العلم ونقول:

إن العلم من الصفات الذاتية لله سبحانه وتعالى أي أن الله ذاتا هو متصف بثلاث صفات هي عين ذاته لا أنها منفصلة عنها او تنوب عن الذات المقدسة او ان الذات متركبة من هذه الصفات طبعا لا بل هي عين ذاته وهذه الصفات الثلاث هي (الحياة والقدرة والعلم) فهو حي من جهة أنه عالم وعالم من جهة انه قادر وقادر من جهة كونه عالما وعالم من جهة كونه حيا وهكذا فهي صفات ذاتية وهي عين الذات المقدسة وهذا بحث موكول إلى محله في التوحيد.

والعلم بعدما عرفنا أن الله عالم وأن هذه الصفة صفة كمال لله تعالى فهذه الصفات التي ذكرناها وهي الثلاث (العلم والحياة والقدرة) تسمى (الصفات الكمالية) لكل موجود وهي تكون أشرف وأعظم عند الله تعالى كونها صفات ذاتية وفي المخلوق البشري صفة مفاضة عليه اي انه فقير إلى الله تعالى فأفاض عليه هذه الصفات كي يكون موجودا له شأنه.

علما بأن كل موجود من الموجودات حتى الجمادات لها نحو (علم وحياة وقدرة) ولكن كل بحسبه يقول الله تعالى (ولكن لاتقفهون تسبيحهم)

الأمر الآخر/

هو أن هذا العلم متشعب فما هو العلم الذي يكون أهم وأشرف من حيث تعلمه والبحث عنه والتحقيق والنظر والتدقيق فيه؟

وما هو العلم الذي يزيد الإنسان درجاته عند الله وعند المعصومين عليهم السلام ؟

وما هو العلم الذي ينفع الإنسان تعلمه؟

وماهو العلم الذي بسببه يزيد معرفة الإنسان ويجعله إنسانا حقيقيا؟


كل هذه الاسئلة جوابها واحد وهو/ (علم العقيدة والمعرفة)


فهذا العلم هو أشرف العلوم وافضلها على الإطلاق لأن به يتم معرفة الله ومعرفة الرسول الذي هو باب الله المؤتى منه ومعرفة الإمام الذي به تتم الحجة على من السماء ومن فوق الأرض

فكما في الدعاء المعروف: (اللهم عرفني نفسك ، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك ، فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك ، فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني) اصول الكافي ج1 ص337 ح5 باب في الغيبة.

فواضح وظاهر أن معرفة الله هي اشرف المعارف والعلوم والتي بها حياة الإنسان ونجاته وبدونها يقبع الإنسان في دائرة الجهل بالله تعالى التي هي ذم صريح في القرآن والروايات .

ولا يخفى علينا القاعدة المعروفة القائلة (أن شرف كل علم مرتبط بشرف معلومه).

فلو سبرنا هذه العلوم لرأينا أن علم أصول الدين يحتل الصدارة من بين تلك العلوم وبطبيعة الحال سينتج لدينا أن علم التوحيد هو أهم وأشرف علم من بين أصول الدين كيف لا وهو العلم المرتبط بذات الله سبحانه وعدله وصفاته الذاتية والفعلية، وعلم التوحيد هو الأساس لكل شئ.

إذن فعلم التوحيد أشرف العلوم لأن شرفه مكتسب من معلومه وهو الله تعالى وهو العلم الإستقلالي الوحيد الذي يدرس لذاته لا لغيره.

وهنا ننقل شيئا من تراث المعصومين عليهم السلام في أهمية علم المعرفة والعقيدة:

جاء عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما رأس العلم؟ قال: معرفة الله حق معرفته. (بحار الأنوار ج3 ص14 ح36)

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: معرفة الله سبحانه أعلى المعارف. غرر الحكم 9864

وعنه عليه السلام: العلم بالله أفضل العِلْمَين. غرر الحكم 1674

وعنه عليه السلام: من عرف الله كمُلت معرفته. غرر الحكم 7999

وعنه عليه السلام: أول الدين معرفته. نهج البلاغة، خطبة 1

وعن الإمام الرضا عليه السلام: أول عبادة الله معرفته. كتاب التوحيد للصدوق ص27

ولذا كانت المعرفة بالله ألذ اللذائذ في الدنيا والآخرة وأشرفها حيث ورد عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: ما يسرني لو مِتُّ طفلاً وأُدخِلت الجنة ولم أكبر فأعرف ربي. حلية الأولياء ج1 ص74، وكنز العمال للمتقي الهندي ج13 ص151 ح36472.


وعن الإمام الصادق عليه السلام: لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله ما مدوا أعينهم إلى ما متع الله به الأعداء. الكافي ج8 ص247 ح 347 عن جميل بن درَّاج.

وجاء عن الإمام زين العابدين عليه السلام: في دعاء أبي حمزة الثمالي قوله: بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك ولولا أنت لم أدري ما أنت. مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص582.

قال النبي صلى الله عليه وآله: إنما العلم ثلاثة: آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة وما خلاهن فهو فضل. اصول الكافي ج1 ص32 ح1.

فإن الآية المحكمة هو علم العقيدة والمعارف الإلهية والسنة القائمة هو علم الأخلاق والسلوك والفريضة العادلة علم الفروع أو ما يسمى بالفقه الأصغر، فالتَرتُبِيَّة في كلام النبي صلى الله عليه وآله شاهد آخر على عظمة علم المعرفة.

ونختم كلامنا بكلام نوري لسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام والذي يشير فيه إلى أن معرفة الله هي الغاية من الخلق والإيجاد حيث قال: أيها الناس إن الله جلَّ ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة مَن سواه، فقال له رجل : يا بن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله ؟ قال معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته. علل الشرايع للصدوق ص9 ح2.

وغيرها من الروايات والأخبار في اهمية علم المعرفة والعقيدة، وأنها سنام المعارف واشرفها وحري بالإنسان أن يبحث عن الأهم لا عن أمور لاينفع من علمها ولا تضر من جهلها إلا إن مان من المختصين الذي يكون هذا العلم او ذاك علهي معول في فهم كثير من الأمور اما الرجل العامي غير المختص فحري به أن يهتم بهذه الأمور التي تقربه إلى الله، فلو صليت ما صليت وأنا بعيد عن هذه المعرفة فلن ينفع امرء إيمانها.

ولو تعلمت ما تعلمت في علم الرجال ما نفعني قط لأني من غير المختصين، فتأمل أخي القارئ.

 

 

مختلف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-05-2012, 11:47 PM   رقم المشاركة : 8
النجم الحاد
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية النجم الحاد
 







افتراضي رد: عظمة العلم والعلماء

أحسنت أخي مختلف على النقل المميز

.................................................

دعني أخي مختلف أناقشكم موضوع دائماً يخالج تفكيري , وأرجو منكم التجاوب معي وعدم الخطأ في فهمي .

من خلال تفكري وتأملي ونظرتي القاصرة في حال مجتمعي , أجد أن من النادر أن تجد أحداً يهتم بمعرفة الله تعالى . فتجد معظم الناس يهتم (بكم) من الأعمال العبادية التي يعملها ويكون مبتغاه الأول و الأخير الأجر , فكيف نعبد من لا نعرف ؟! وكيف نخشى من لا نعرف ؟!. فمثلاً : عندما كنت في المرحلة الإبتدائية , رأيت مجتمعي إهتم إهتماماً كبيراً بتعليمي كيف أجوّد القرآن الكريم وأحفظه . فكانت هناك حصة تهتم بتعليم التجويد وحصة أخرى تهتم بحفظ القرآن الكريم وهذا أمر مهم ولا أنكره ولكن أقولها بحرقة لم أجد مادة تهتم بتعليمي كيف أتدبر القرآن الكريم وكيف أنتفع من القرآن الكريم وكيف أصل إلى معرفة الله من خلال تدبر آياته وهذا أخسرني من الوقت الكثير . ثم إنتقلت من المرحلة الإبتدائية إلى المتوسطة إلى الثانوية والوضع متكرر ولكن الجديد هو زيادة عدد السور و الآيات المطلوبة للحفظ ومافائدة الحفظ والتجويد إن لم يصلني إلى الهدف الأهم وهو الذي من أجله أُنزل كتاب الله وهو التدبر . أيضاً نلاحظ أن معظم الناس يتعلم العلوم لهدف دنيوي : فمثلاً :من يتعلم في المدرسة الإحياء والكيمياء و غيرها من العلوم التي تهتم بالتفكر في خلق الكون , تراهم يتعلمونها لأجل التفوق والنجاح والحصول على وظيفة مرموغة لا لأجل التأمل في خالق الكون , وهم في الحقيقة معذورين لأن المدرسة والبيت شجعوهم على التفوق والنجاح منذ نعومة أظفارهم وليس لمعرفة خالق الكون وهذا أمر مؤسف في الحقيقة وسبب في تخلف الأمة .


النتيجة:
1- عدم الخوف من الله .
2- معصية خالق الكون , وحتى إن لم يعصي , فهو لا يعصي خوفاً من الله والعياذ بالله ولكنه لأنه يستحي من الناس وهذا ماقاله الشيخ البراهيمي في أحد محاضراته وهذا يحدث عند البعض للأسف .

3- عدم الخشوع في الصلاة والتلذذ بقراءة كتاب الله (والكثير يقول أنا ليش ما أخشع في صلاتي ) .

4 - اليأس وهم النفس وغمها في أمور دنيوية , وعدم هم النفس وغمها بأمور الموت و الآخره . حتى تجد البعض يكره من يذكره بالموت .


أخيراً :

أردت أن أنقل نكته للبعض أتمنى أن لا تفهموني غلط , وهي أن البعض عندما يشعر بالهم والغم يذهب إلى كتاب الله ويقرأه بترتيل من دون تدبر وتفكر آياته ويوحي إلى نفسه أن الهم والغم ذهب عنه بسبب قرائته للقرآن . الهم لم يذهب بسبب القراءة وإنما رحل عنه لأنه أوحى لنفسه أن بقرائته للقرآن سيذهب همه وغمه وهذا ماتثبته الأحاديث النبوية وعلم النفس ( أن التفائل بالخير يجلبه ) وإلا كيف ذهب الهم . أما إذا قرأه بتدبر وتفكر وإبتغاء حل المشكلة لذهب الهم والغم من خلال توجيهات كلام الله وفوق هذا سيجلب له السعادة له وهذا لا ينازعه أي عاقل .


إنتهى ...

 

 

 توقيع النجم الحاد :
رد: عظمة العلم والعلماء
النجم الحاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-05-2012, 02:18 AM   رقم المشاركة : 9
مختلف
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية مختلف
 






افتراضي رد: عظمة العلم والعلماء

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النجم الحاد
أحسنت أخي مختلف على النقل المميز

.................................................

دعني أخي مختلف أناقشكم موضوع دائماً يخالج تفكيري , وأرجو منكم التجاوب معي وعدم الخطأ في فهمي .

من خلال تفكري وتأملي ونظرتي القاصرة في حال مجتمعي , أجد أن من النادر أن تجد أحداً يهتم بمعرفة الله تعالى . فتجد معظم الناس يهتم (بكم) من الأعمال العبادية التي يعملها ويكون مبتغاه الأول و الأخير الأجر , فكيف نعبد من لا نعرف ؟! وكيف نخشى من لا نعرف ؟!. فمثلاً : عندما كنت في المرحلة الإبتدائية , رأيت مجتمعي إهتم إهتماماً كبيراً بتعليمي كيف أجوّد القرآن الكريم وأحفظه . فكانت هناك حصة تهتم بتعليم التجويد وحصة أخرى تهتم بحفظ القرآن الكريم وهذا أمر مهم ولا أنكره ولكن أقولها بحرقة لم أجد مادة تهتم بتعليمي كيف أتدبر القرآن الكريم وكيف أنتفع من القرآن الكريم وكيف أصل إلى معرفة الله من خلال تدبر آياته وهذا أخسرني من الوقت الكثير . ثم إنتقلت من المرحلة الإبتدائية إلى المتوسطة إلى الثانوية والوضع متكرر ولكن الجديد هو زيادة عدد السور و الآيات المطلوبة للحفظ ومافائدة الحفظ والتجويد إن لم يصلني إلى الهدف الأهم وهو الذي من أجله أُنزل كتاب الله وهو التدبر . أيضاً نلاحظ أن معظم الناس يتعلم العلوم لهدف دنيوي : فمثلاً :من يتعلم في المدرسة الإحياء والكيمياء و غيرها من العلوم التي تهتم بالتفكر في خلق الكون , تراهم يتعلمونها لأجل التفوق والنجاح والحصول على وظيفة مرموغة لا لأجل التأمل في خالق الكون , وهم في الحقيقة معذورين لأن المدرسة والبيت شجعوهم على التفوق والنجاح منذ نعومة أظفارهم وليس لمعرفة خالق الكون وهذا أمر مؤسف في الحقيقة وسبب في تخلف الأمة .


النتيجة:
1- عدم الخوف من الله .
2- معصية خالق الكون , وحتى إن لم يعصي , فهو لا يعصي خوفاً من الله والعياذ بالله ولكنه لأنه يستحي من الناس وهذا ماقاله الشيخ البراهيمي في أحد محاضراته وهذا يحدث عند البعض للأسف .

3- عدم الخشوع في الصلاة والتلذذ بقراءة كتاب الله (والكثير يقول أنا ليش ما أخشع في صلاتي ) .

4 - اليأس وهم النفس وغمها في أمور دنيوية , وعدم هم النفس وغمها بأمور الموت و الآخره . حتى تجد البعض يكره من يذكره بالموت .


أخيراً :

أردت أن أنقل نكته للبعض أتمنى أن لا تفهموني غلط , وهي أن البعض عندما يشعر بالهم والغم يذهب إلى كتاب الله ويقرأه بترتيل من دون تدبر وتفكر آياته ويوحي إلى نفسه أن الهم والغم ذهب عنه بسبب قرائته للقرآن . الهم لم يذهب بسبب القراءة وإنما رحل عنه لأنه أوحى لنفسه أن بقرائته للقرآن سيذهب همه وغمه وهذا ماتثبته الأحاديث النبوية وعلم النفس ( أن التفائل بالخير يجلبه ) وإلا كيف ذهب الهم . أما إذا قرأه بتدبر وتفكر وإبتغاء حل المشكلة لذهب الهم والغم من خلال توجيهات كلام الله وفوق هذا سيجلب له السعادة له وهذا لا ينازعه أي عاقل .


إنتهى ...

اخي العزيز (النجم الحاد)

اشكرك من أعماق قلبي على مداخلتك العطرة وكلماتك الطيبة وإحساسك الرائع وحبك الصادق للعلم والمعرفة الإلهية

أخي الكريم/ إننا بحاجة ماسة إلى معرفة الله تعالى وكم هي حاجة المجتمع إلى ذلك لأن من لم يعرف ربه فلافائدة ولا قيمة لعباداته تعبد ما تعبد وصلى ما صلى وصام ماصام فبدون معرفة الله فلا قيمة لهذه العبادات أصلا.

أخي الكريم/ إن تألمك وتحسرك على ذلك يعني أنك بدأت تسلك السبيل الطيب والطريق المستقيم وهي أولى درجات العارفين ومرتبة من مراتب السالكين وهي مرحلة مهمة جدا ولكنها أيضا خطيرة لمن لم يتداركها فمن علم أنه لا يعلم وعرف أنه لا يعرف الله فأقفل قلبه وسمعه وبصره عن العلم والمعرفة الإلهية التوحيدية وسائر المعارف الإلهية فقد باء بسخط من الله تعالى وقد أضل بنفسه الطريق وجعل نفسه ألعوبة بيد الشيطان (النفس والهوى والشيطان كيف الخلاص وكلهم أعدائي)

اخي الكريم/ معرفتك بأن هناك معرفة هي أم المعارف واهمها واجلاها واوضحها وافضلها واشرفها لهو من مآثر الصالحين وسلوك سبيل الاوصياء والأولياء.

نعم: إن مجتمعنا غارق في المال والدنيا ولا يعرفون الله إلا في الشدائد لماذا أخي الكريم نلقي اللوم كله على الغير في عدم إصلاح المجتمع ولماذا نعلق تربية أطفالنا على عاتق الآخرين لماذا نحن لا نحسن تربيتهم واخلاقهم حتى الوصول بهم إلى المدينة الفاضلة.

تارة ترى المجتمع غارق في موضة القصات وتارة في المطاعم وتارة في السيارات والجوالات ووووووووووووووووو إلخ.

ومع ذلك لا يكلف الشخص نفسه ويتعبها ولو للحظة واحدة في التدبر في القرآن الكريم وأخبار الأئمة الطاهرين، إن المجتمع تائه عن الحق والحقيقة فكما يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: أفضلكم إيمانا أفضلكم معرفة

اين المعرفة ونحن منغمسون في الشهوات والملذات الدنيوية فتجد أن المجتمع لايعيرون اهتماما للمسجد ولا للحسينية نعم هناك تقصير في أداء بعض الخطباء وليس الكل وهناك تقصير واضح من متديني المجتمع لكن هذا لايسوغ الإنغماس في الدنيا والإنغمار فيها فكل شخص مسؤول عن رعيته والنفس من رعايا الشخص فيجب حسن رعايتها والنفس كشهوة البطن إلا أن شهوة البطن تشبع بملأ البطن بالأكل والشراب حلال كان أم حراما نعوذ بالله

أما النفس فلا/ لأن النفس هي نفس روح الإنسان والروح غير مادية وهذا يعني أن طعامها وشرابها ليس الأكل والشرب المادي بل الغذاء الروحي والغذاء الروحي يتمثل في المعرفة والعلم والتعلم وسلوك سبيل المتعلمين

فكما يقول أمير المؤمنين والتي صدرنا بها موضوعنا في البداية: يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، احفظ عني ما أقول ، الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.

فالأوعية متفاوته منها ما يضيق عند ملئه والبعض الآخر مهما ملأته فإنه يقول هل من مزيد فيقول امير المؤمنين عليه السلام : كل وعاء يضيق إلا وعاء العلم فإنه يتسع، وقوله: العلم لا ينتهي، وقوله : العلم أكثر من أن يُحاط به ، وغيرها من الكلكات النورية العظيمة التي تكشف لنا أن العلم والمعرفة هي الغاية من خلق الخلق، يقول مولانا الإمام الحسين عليه السلام: أيها الناس إن الله جلَّ ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة مَن سواه، فقال له رجل : يا بن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله ؟ قال معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته.

إذن يتحصل مما ذكرنا أن العلم والمعرفة غير متناهية لعدم تناهي المفيض وهو الله سبحانه وعدم تناهي تكامل الإنسان في كل العوالم المادية والمجردة، وأن الإنسان كلما تكامل هنا في الدنيا أنار طريقه في العالم الآخر، وهنا أريد أن ابين نقطة مهمة جدا لعلها تكون بادرة خير في نصح المجتمع وهي:

الجزاء عين العمل/

ماذا يعني هذا أي أن نفس الجزاء الذي يترتب على اي عمل هو عين العمل عينا مثال ذلك: يقول الله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) ويقول عز وجل: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)

وغيرها من الآيات.

اي أن نفس الذي يأكل مال الناس بالباطل والربا والإختلاس والسرقة وغير ذلك فإنه في عين أكله لهذا المال فإنه يأكل في بطنه نارا وإن لم نراها للحجب والموانع التي تمنعنا من رؤية عالم الملكوت والمشاهدات التي هي وراء العين المجردة، ونفس الذي يغتاب شخصا فهو في نفس غيبته لذاك المؤمن فهو يأكل لحم ميتة التي حرم أكلها في القرآن.


وكذا ما روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عن امرأة أتت لبيت عائشة فدخل النبي فقال لعائشة قدمي لها الطعام فقالت المرأة إني صائمة يا رسول الله فقال لعائشة: يا عائشة عليَّ بالخلال ـ عود خلخال ـ فأعطاه للمرأة وقال اخرجي اللحم فما ادخلته في فمها إلا وخرج اللحم من بين اضراسها.


فهذا دليل كاشف عن أن الجزاء هو عين العمل وإن اختلفت رتبته فوجود الإنسان في الخارج هو نفس وجوده في الذهن فقد يقول قائل كيف ذلك وإلا لأصبح الرأس بحجم الإنسان لأنه الذي في الخارج هو نفس الذي في الذهن؟ نقول : لا لأن الوجود الذهني له خاصيته والوجود الخارجي له خواصه وحيثياته، وفي هذا بحث طويل جدا.

أخي الكريم/ إن الإنسان يكفر بالله ويشكر به وهو لا يشعر حيث يقول عز من قائل: وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون، أي أن كل شخص مؤمن بالله له نحوٌ من الشرك به فمن يحسِّن صلاته من أجل أن يراه الغير فقد اشرك بالله لأن الرياء هو الشرك الخفي ومن يقوم بمعصية الله في السر فقد استهان بالله وكان الله اهون الناظرين إليه نستجير بالله، ومن يجاهر بالفسق والذنب فقد حاد الله ونادده في سلطانه ومن يستكبر على الناس ويتجبر عليهم فقد جعل نفسه شريكا لله تعالى إلى ما هنالك من المشاكل الإعتقادية الكثيرة التي تطرأ على توحيد الإنسان.

أخي الكريم/ إن البحث عن معرفة الله تعالى أهم وأشرف المعارف وافضلها على الإطلاق والتي لا يضاهيها شرف وفضل ولا تستعجل فسوف نورد كلام الأعلام في ذلك ولنعرف أن علم المعارف الإلهية هو المقدم ولكن اورد لك مثالا يسيرا:

الف الشيخ الطوسي وهو شيخ الطائفة في زمنه ومرجعها الاكبر كتابا اسماه بـ(مصباح المتهجد) في عشرة فصول في العبادات والدعوات والتوسلات وغير ذلك من الامور العبادية فقام بعد ذلك تلميذه العلامة الحلي بتأليف كتاب اسماه (الباب الحادي عشر في ما يجب معرفته على المكلفين) وقال باختصار إن عبادة المعبود لا تكون لها قيمة إلا بعد معرفته سبحانه فلذلك توجب علي أن ازيد على هذا الكتاب بابا لتستكمل الفائدة.

وعموما اخي الكريم وكما يقول الله تعالى (عليكم أنفسكم) فابدأ بنفسك في تهذيبها وتصفيتها من الدرن وهيئ نفسك للعلم والمعرفة واسلك السبيل الذي لا عوج فيه فإن العبادة من غير معرفة لا قيمة لها فقد روي عن الإمام الصادق انه قيل له فلان يحسن صلاته وصيامه وقيامه فقال لا يغرنكم الرجل امتحنوه في عقله .

اخيرا وليس اخرا اخي الكريم اقول لك:

ان كل مشاكل المجتمع والفرد والاسرة كلها ناجمة عن الخلل في التوحيد كما وضحنا وسنوضح لاحقا في مسيرتنا في الموضوع

تابع الموضوع حتى النهاية وستجد الفائدة والمنطلق لعلمك ومعرفتك وان شاء الله سنمضي تباعا في جعل موضيعنا متسلسلة مبسطة لتكون فاتحة خير في معرفة القراء الكرام

والموضوع من انشائي وليس نقلا واي شخص يشوف علي خطأ فرحم الله من ادى الي عيوبي


والله الهادي لسول السبيل

 

 

مختلف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-05-2012, 02:38 PM   رقم المشاركة : 10
مختلف
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية مختلف
 






افتراضي رد: عظمة العلم والعلماء

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها وعلى السر المستودع فيها

(علم العقائد أشرف العلوم)

يتضح مما تقدم فيما أوردناه من آيات كريمات وروايات شريفات في عظمة العلم والعلماء وبلاشك ولا أدنى شبهة أننا تحدثنا عن عظمة العالم (بالحمل الشائع) كما تحدثنا مسبقا.

وهنا نأتي اولا بتقسيم الدين إلى ماذا تنقسم فنقول:

ينقسم الدين إلى فقه أكبر وهو علم العقائد وفقه أصغر وهو علم الفقه وما يرتبط به، وبذلك يظهر لنا أن الأصل والأس الأساس هو الفقه الأكبر الذي ينقسم إلى توحيد وعدل ونبوة وإمامة ومعاد.
وهذه الأصول والتي تسمى بـ(أصول الدين) هي معتمد الدراسات العقائدية وعليها تتفرع جميع الإعتقاديات من رجعة وبداء وحساب وجزاء وحشر ونشر وعصمة ونص وغير ذلك. على تفصيل موكول إلى محله

وبطبيعة الحال وبحسب القاعدة المعروفة (أن شرف العلم بشرف معلومه) فما كان معلومه وموضوعه هو الله فهو بلاشك هو الأشرف على الإطلاق لأن العلم الذي يتحدث عن الله وصفاته واسماءه وبكل ما يرتبط بالله تعالى شأنه فهو العلم الأشرف على بقية العلوم والمواضيع. ومن ثم يأتي الأشرف فالأشرف بعد ذلك.

وطبعا لايخفى عليكم أن العلوم كلها آلية بمعنى أنها تدرس لا لنفسها بل لغيرها فالفيزياء يدرس لدراسة الارض وأحوالها والكيمياء للتفاعلات الكيميائية والفلط لدراسة النجوم والكواكب والرياضيات للحساب والهندسة وما إلى ذلك.
فهذه علوم آلية بل حتى في العلوم الدينية التخصصية كعلم الأصول فهو منطق الفقه كما يسميه الشهيد الصدر فيدرس من اجل فهم الفقه الإستدلالي وكذا علم المنطق فهو يبحث في قواعد للتفكير السليم وكما عبر عنه الشيخ المظفر اعلى الله مقامه أنه آلة قانونية تعصم مراعتها الذهن عن الخطأ في الفكر، إلى ما هنالك من العلوم.

لكن نجد وجدانا أن علم التوحيد يدرس لا لأجل شئ آخر بل لإثبات نفس التوحيد فالتوحيد بمعناه الأعم هو إثبات أن لهذا الكون خالقا فيدرس التوحيد لنفس هذا الشئ لا لشئ آخر وتارة يدرس من أجل اثبات الصفات الإلهية وكذا الاسماء فيسمى توحيدا وكذلك يدرس احيانا من اجل اثبات الصفات الفعلية والذاتية فيسمى أيضا توحيدا وتارة يدرس من اجل اثبات ان لهذا الكون الها واحدا لا اثنان ولامتعدد فيسمى ايضا توحيدا وما إلى ذلك من الدراسات الكثير جدا والتي لاتنتهي لعدم تناهي معلومه وهو الله.

وقد تقدم أن شرف كل علم بشرف معلومه وبهذا يكون أن اشرف العلوم هو التوحيد وتبعا لهو تأتي اهمية اصول الدين الباقية لأنها كلها متفرعة من اثبات ان لهذا الكون خالقا.

قال الإمام الصادق عليه السلام في رواية طويلة: إن لمحبينا في السر والعلانية علامات يعرفون بها، قال الرجل: وما تلك العلامات؟ قال عليه السلام: (تلك خلال أولها أنهم عرفوا التوحيد حق معرفته وأحكموا علم توحيده) كتاب تحف العقول لابن شعبة الحراني ص326


إذن فعلم التوحيد أشرف العلوم لأن شرفه مكتسب من معلومه وهو الله تعالى وهو العلم الإستقلالي الوحيد الذي يدرس لذاته لا لغيره

هذا سبب في اشرفية علم التوحيد والعقائد بصفة عامة.

والسبب الثاني هو/

أن علم العقيدة يبحث عن أصول الدين والتي هي أساس العلوم الشرعية والقاعدة التي تنطلق منها فإنها أساسها والتي تؤول إليها وذلك أن التقرب المعنوي إلى الله سبحانه وتعالى بالعبادة وسائر القربات لا يتأتى إلا بالمعرفة وأحكامها والتي تكون في رتبة أعلى من رتبة العمل ومن ثَمَّ فإن العلم الذي يتكفل توضيح هذه المعرفة والإستدلال عليها وما إلى ذلك هو الذي يكون له الشرف والتقدم وإلا أصبحت كل العلوم الشرعية لا أساس لها ولا معنى لها


بعض اقوال العلماء في أهمية علم العقائد على غيره وأنه متقدم رتبة على العلوم الأخرى وانه مقدم في الدرس والتدريس والمطالعة أهم من غيره/

يقول المرجع الراحل السيد الكلبيكاني رحمه في مقدمته لكتاب ابن أبي عقيل العماني وفقهه: "وبعد فلا يخفى أن علم الفقه بعد معرفة أصول الدين هو أشرف العلوم) كتاب ابن ابي عقيل العماني وفقهه ص5.


يقول المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني
حفظه الله:"وكل علم وإن كان بذاته شريفا إلا أن مراتب العلوم متفاوتة بسبب عدة أمور كموضوع العلم، ونتيجته، ونوع الاستدلال فيه، فالعلم الباحث عن الإنسان أشرف من العلم الباحث عن النبات، بنسبة فضل الإنسان على النبات، والعلم الباحث عن ضمان سلامة الإنسان أشرف من العلم الباحث عن ضمان أمواله، بنسبة شرف حياة الإنسان على ماله، والعلم الذي يقدم نتائجه من البرهانيات أشرف من العلم الذي يستند إلى الفرضيات، بنسبة شرف اليقين على الظن وعلى هذا، فإن أشرف العلوم هو العلم الذي موضوعه (الله) تبارك وتعالى. منهاج الصالحين للشيخ الوحيد ج1 ص11.

يقول الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر
(قدس) يقول:"إن أصول الدين الخمسة التي تمثل على الصعيد العقائدي جوهر الإسلام والمحتوى الأساسي لرسالة السماء هي في نفس الوقت تمثل بأوجهها الإجتماعية على صعيد الثورة الإجتماعية التي قادها الأنبياء الصورةَ المتكاملة لأسس هذه الثورة" كتاب الإسلام يقود الحياة ص38 .

يقول الشهيد الثاني رحمه الله في معرض قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً}، قال: "وكفى بهذه الآية دليلاً على شرف العلم لا سيما علم التوحيد الذي هو أساس كل علم ومدار كل معرفة) منية المريد في آدب المفيد والمستفيد ص93

وقال أيضا في معرض آداب المعلِّم في درسه: "الثاني عشر: إذا تعددت الدروس فليقدم منها ـ أي المعلِّم ـ الأشرف فالأشرف والأهم فالأهم فيقدم أصول الدين ثم التفسير ثم الحديث ثم أصول الفقه ثم الفقه ثم النحو ثم المعاني، وعلى هذا قياس باقي العلوم بحسب مرتبتها والحاجة إليها". المصدر السابق ص211

وكذا قال
في معرض تقسيم العلوم الشرعية الأصلية: "وهي(أربعة): علم الكلام وعلم الكتاب العزيز وعلم الأحاديث النبوية وعلم الأحكام الشرعية المعبر عنها بالفقه.
فأما علم الكلام: ويعبَّر عنه بأصول الدين فهو أساس العلوم الشرعية وقاعدتها لأنه به يعرف الله تعالى ورسوله وخليفته وغيرها مما يشتمل عليه، وبه يعرف صحيح الآراء من فاسدها وحقها من باطلها، وقد جاء في الحث على تعلمه وفضله كثير من الكتاب والسنة قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}....إلخ. المصدر السابق ص365


يقول الشيخ المتضلع المقداد السِوَرِي تلميذ العلامة الحلي رحمهما الله: معرض بيان عبارة العلامة الحلي في كتاب الباب الحادي عشر فيما يجب على عامة المكلَّفين في معرفة أصول الدين ما نصه: "وسُمِيَ هذا الفن أصولَ الدين لأن سائر العلوم الدينية من الحديث والفقه والتفسير مبنية عليه فإنها متوقفة على صدق الرسول وصدق الرسول متوقف على ثبوت المُرسِل وصفاته وعدله وامتناع القبح عليه. كتاب شرح الباب الحادي عشر ص2.


يقول المحقق الأعظم استاذ البشر الخواجة نصير الدين الطوسي
(قدس): في رسالته (آداب المتعلمين) في الحث على انتخاب أجود العلوم لتحصيلها وتقديم الأهم فالأهم فيقول: "ينبغي لطالب العلم أن يختار من كل علم أحسنه وما يحتاج إليه في أمور دينه في الحال ثم ما يحتاج إليه في المآل؛ ويقدم علم التوحيد ويعرف الله بالدليل لا بالتقليد. آداب المتعلمين ص66.

وهناك الكثير من الأقوال من الفقهاء والعلماء والفلاسفة الإسلاميين الكبار وغيرهم مما يدل على عظمة علم العقائد وأنه الأهم والأشرف من بين هذه العلوم فلايقدم عليه شئ من حيث الإطلاع والدرس وغير ذلك لأنه الاس الأساس للمعارف الإلهية واليقينية وليس شئ يرتفع إلى مستواه في الرتبة .

وقد وجدت بعض الاقوال للفيلسوف الأكبر مجدد الحكمة الإسلامية الشيخ ملا صدر المتألهين وللفيض الكاشاني وغيرهما ولكن لما وجدت فيهما من صعوبة السبك في العبارة وبعض الكلمات الصعبة التي تحتاج إلى توضيح قد يطول اعرضت عن الإتيان بها والله المستعان.

وعلى ضوء ما تقدم من روايات اهل البيت في فضل المعرفة التوحيدية الإلهية يتضح لنا من ذاك وهذا أن علم العقيدة هو الأهم والأشرف على الإطلاق ومن دون منازع .

وهنا ننقل توصية وتأكيد للشيخ المحقق محمد السند البحراني دام ظله في أهمية الدرس العقائدي فيقول:

فإذن إذا كانت هذه القوة وهذه النعمة الوجودية التي هي رأس مال خطير أعطاه الله للإنسان وهي قوة العقل والتي بتوسطها يمتحن الله الإنسان أعظم الإمتحانات وبها امتاز عن بقية المخلوقات، فلا بد للإنسان أن لا يقف عن تحريكها وتطويرها وأن لا يعطلها ولا يتوهم أنه اكتفى في مرحلة ما في دراسته المعارف وتعلمها لأن معارف الدين بحر واسع وإن قلنا التمسك بالضروريات هو التمسك بالعروة الوثقى ولكن لكي يكون للإنسان أكثر فطنة وبصيرة ونفاذاً فالحذر كل الحذر من تعطيل بحث المعارف والعقائد إذ به نجاة الدين فإن مما رواه الفريقان وهو مدار ملاحم تفسيرية علمية بين العلماء أن النبي قال:العلوم كلها فضلة إلا ثلاث: آية محكمة وسنة قائمة وفريضة عادلة فالآية المحكمة يعني العقائد والسنة والقائمة يعني تهذيب الأخلاق أو العلوم التي تبحث عن النفس والتي تؤدي لمعرفة النفس فإنه مَن عرف نفسه عرف ربه ومَن مَلَكَ نفسه هُدِي واستقام فهذه العلوم التي تبحث عن النفس وأخلاقها وبالتالي عن رياضات النفس هي سنة قائمة والفريضة العادلة هي الفقه أي فقه الفروع فإذن العلوم المهمة التي يجب على الإنسان أن يتعلمها هي ثلاثة محاور تكمل بعضها البعض ولا ينبغي التقصير والتماهل في واحد منها فإذا استطاع طالب العلم أن يُشْبِعَ البحث والمعرفة ويدأب إلى آخر عمره في السير فيها فإنه لن يباغت ولن يغدر به ولن تتكأده القيام بالمسؤولية لأن وظيفة طلبة العلوم الدينية هي المرابطة في الثغور الخطيرة الأساسية وحماية الدين في تلك الثغور الثلاثة فإذا أحكمنا فيها المرابطة فلن يستطيع العدو أن يباغت حمى الدين وذلك بأن تتكامل عندنا هذه المحاور الثلاثة من العلوم إذ بها نحمي الدين فإن هذه وصية إعجازية من النبي في القدرة على حفظ الدين وعجز العدو طوال تاريخ البشرية إذن فمن الضروري عدم حصر التكثيف في فقه الفروع وعلم أصول الفقه على المحورين الآخرَين وهذا لا يعني عدم الإهتمام بعلم الفقه وأصوله ولكنَّا نقول لا بد من توازنه مع العقائد بأنهما كما يقول العلماء الأكابر المتقدمون: جناحان يطير بهما العالم فقه الفروع والفقه الأكبر وهو العقائد، بل حتى الفقه الأوسط وهو تهذيب النفس فهذه مراتب ثلاث إذا أحكمها طالب العلم آية محكمة وسنة قائمة وفريضة عادلة فإنه سوف تكون له أجنحة يطير بها إلى ما شاء الله وإلا فإن تكثيف وإشباع أحدهما على حساب الآخر يكون المسير كمسير الأعرج برجل واحدة فلا بد من الموازنة والمواظبة على هذين الخطين المتوازيين. (كتاب دعوى السفارة في الغيبة الكبرى سماحة الشيخ محمد السند ج2 ص435)

(يتبع إن شاء الله)

 

 

مختلف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-05-2012, 06:40 AM   رقم المشاركة : 11
LOVER
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية LOVER
 







افتراضي رد: عظمة العلم والعلماء

بارك الله في اخي العزيز مختلف وزادك علم وفهم وورع

متابع لكم عزيزي

 

 

LOVER غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-05-2012, 08:23 AM   رقم المشاركة : 12
مختلف
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية مختلف
 






افتراضي رد: عظمة العلم والعلماء

الله يعزك عزيزي (لوفر)
وشاكر لك متابعتك الله يحفظكم
وفي خدمتكم عزيزي

 

 

مختلف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2012, 04:15 AM   رقم المشاركة : 13
مختلف
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية مختلف
 






افتراضي رد: عظمة العلم والعلماء

الإهتمام العقائدي عند أهل البيت عليهم السلام

بعدما عرفنا الإهتمام الكبير للشأن العقائدي نأتي الآن إلى بيان هذه الحقيقة على لسان العِدل الاساس للقرآن الكريم وهم أئمة أهل البيت عليهم السلام، والمتأمل في كلماتهم يجد كنوزا كثيرة تحتاج إلى آليات عميقة وعظيمة لاستكناهها، ولكن المعسور لا يسقط الميسور.

عند تتبعنا لكلامهم عليهم السلام في مجال الإعتقاديات نراهم عليهم السلام يؤلون إهتماماً بالغاً لذلك وبشتى الاساليب والأزمنة والأمكنة، وذلك لما تقدم أن العقيدة هي أساس كل شئ، وقد سعى الأئمة عليهم السلام جاهدين على مر عصورهم في بيان العقيدة السليمة وإبطال العقيدة الفاسدة بل وتثبيت المعتقد السليم وعدم ضلاله وإرشاد المسترشدين.

المُحقق في كلماتهم عليهم السلام في هذا المجال يجدها على ضروب وأساليب كثيرة منها:


الأول/ مناظراتهم الكثيرة مع أصحاب العقائد الفاسدة بشتى صنوفهم ومذاهبهم كما نجد ذلك كثيرا وخصوصا في أمر التوحيد من مناظرات الإمام الصادق عليه السلام مع الزنادقة(1) الملحدين والثنوية(3) بل ومع المذاهب الإسلامية الأخرى، حيث تكشف لنا أن أئمة أهل البيت عليهم السلام مارسوا الجهد الأكبر في حياتهم وهي تنقية وتصفية العقائد من كل فساد، وأنهم قاموا بهذا الدور بأنفسهم وبشكل مباشر ومن أراد المتابعة فليراجع عيون أخبار الرضا وأصول الكافي وكتاب التوحيد للصدوق وغيرها من الكتب، فإننا نلحظ إهتمامهم عليهم السلام لذلك بشكل لم يسبق له مثيل وتأسيسهم القواعد العقلية بل والفلسفية لإيجاد صبغة قوية على عقيدتهم عليهم السلام التي هي المعرفة الحقة الحقيقية، والنماذج الروائية كثيرة جدا في مناظراتهم ومنها رواية يونس بن يعقوب الواردة في أصول الكافي ج1 ص171 ح4 باب الإضطرار إلى الحجة وباختصار شديد حيث أتى رجل شامي وقال للإمام الصادق: إني صاحب كلام، يعني أنه بارع في علم الكلام والعقيدة فقال له عليه السلام بشكل مباشر: كلامك من كلام رسول الله أو من عندك: فأجاب الرجل: منه ومن عندي، فقال له: إذا أنت شريكه، فقال: الرجل لا لست كذلك: فقال الإمام هل سمعت الوحي؟ فقال: لا، فقال الإمام هل تجب طاعتك كطاعة رسول الله قال الرجل: لا.

فهنا التفت الإمام ليونس بن عبدالرحمن وقال له: (هذا قد خصم نفسه بنفسه)، فهذا نموذج لمناظرة الإمام الصادق عليه السلام فتأمل.

الثاني/ نجدهم عليهم السلام أنهم قاموا بتربية جيل صالح قادر على تحمل المسؤولية سواء في عصرهم أم لغير ذلك ولذا نراهم قد أهلوا الكثير من طلابهم كسلمان والمقداد وعمار وحذيفة بن اليمان وأبي ذر وكهشام بن الحكم وهشام بن سالم ومؤمن الطاق وجابر الجعفي وغيرهم من أصحابهم الذين بذلوا مهجهم في ذلك، فقاموا بعدة أدوار لتخريج هذا الجيل المدافع عن الحقيقة وعمدوا إلى التخصص والتخصص في التخصص أيضا فليس كل من صاحَب الإمام الصادق أيقن بأنه يستطيع المناظرة في العقائد فإن ذلك يحتاج إلى أساليب وقواعد وقوانين رصينة تمنع من الغلط والزلل وتفحم الخصم بدون أي دنس وهذا الأمر إما على نحو تدريبهم على المناظرة والإشراف عليها وتقييمها من قبلهم أو من قبيل إرشادهم إلى مناظرة البعض كما في الرواية السابقة حيث قال يونس:

لما فرغ الإمام من مناظرة الشامي قال ليونس: لو كنت تحسن الكلام كلمته.

وهنا يتضح لنا الأمر أنه ليس كل من من تعلم له كلمتين قال أنه مقتدر على هذا الامر.

ثم أردف الإمام وقال ليونس: اخرج وانظر من ترى من المتكلمين فأدخله.

وهنا يظهر أن الإمام أعد نخبة من أصحابه لهذا الأمر وكل في اختصاصه.

فأدخل يونسُ حمرانَ بن أعين وكان حسن الكلام، ومؤمن الطاق وهشامَ بن سالم وقيسَ الماصر وكان أحسنهم عندي كلاما وأنه تعلم الكلام من الإمام علي بن الحسين عليهما السلام.

فلما استقروا في المجلس أمر الإمام كل واحد منهم أن يناظر الشامي حتى انتصر كل واحد على الشامي في مناظرته له، وكان كل واحد منهم يناظره لوحده حتى تبرز الطاقات الكامنة.

وبعد ذلك أخرج الإمام راسه من خيمته ورأى بعيرا يخب فقال: هشام ورب الكعبة، فأقبل هشام ودخل على الإمام واستقر به المجلس وكان هشام أصغرهم سنا وكان أول ما اختطت لحيته، وهذا يكشف لنا أنه على صغر سنه إلا أنه بارع كل البراعة في أمر الكلام كما سيظهر لنا الآن.

فأمر الإمام هشاما بمناظرة الشامي فتناظرا طويلا حتى انتصر هشام عليه.

فلما انتهت مناظرة أصحاب الإمام الصادق للشامي وكلهم انتصروا عليه وقد اشرف الإمام على المناظرة وتبين الحق من الباطل أقبل الشامي للإمام وقال له: أسلمت لله الساعة، فقال أبو عبدالله: بل آمنت بالله الساعة، ان الإسلام قبل الإيمان وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان عليه يثابون، فقال الشامي: صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وانك وصي الأوصياء.

وهنا نجد هذا الشامي أنه نظر بعين البصيرة لا الباصرة فأذعن للحق ولكن مع ذلك كله ولأنه لم يؤخذ علمه منذ البداية من أهله قال للإمام: أسلمت الساعة، وهذا خطأ حيث أنه يشهد الشهادتين ويصلي ويصوم وغير ذلك فهذا إسلام يحقن دمه وينكح عليه ويتوارث به، ولكن بعدما آمن بإمامة الإمام كان لابد له أن يقول: آمنت الساعة، كما علمه ذلك الإمام، وبعد ذلك أقبل للإمام وشهد له بإمامته.

وإليك تقييم المناظرة التي يكشف لك براعة كل واحد منهم وأيهم أقرب في المناظرة إلى أسلوب الأئمة وإليك ذلك:

1ـ مناظرة الشامي مع حمران: قال الإمام لحمران في تقييم مناظرته: أنك تجري الكلام على الأثر فتصيب أي أنك تستدل بآثار رسول الله وسنته فتغلب الخصم بذلك لأن الحق يعلوا ولا يعلى عليه. أي أن حمران كثيرا ما يستدل ويستشهد بأقوال الرسول لإبطال حجة الخصم.

2ـ مناظرة الشامي مع هشام بن سالم:
تريد الأثر ولا تعرفه أي أنك تريد الإستدلال بالآثار النبوية ولكن لا تعرفها ولا تحفظها جيدا فقال ذلك لهشام على نحو ذم الأستاذ المرشد للمتعلم المسترشد تأديبا وتحريصا له بكسب العلوم الدينية والتعمق في حفظ وفهم آثارهم.

3ـ مناظرة الشامي مع مؤمن الطاق: حيث قال الإمام عليه السلام لمؤمن الطاق: قيَّاس روَّاق تكسر باطلا بباطل إلا أن باطلك أظهر، أي الميل والمراودة وطلبا لشيء بكل طريق ومنه روغان الثعلب، أي أنت قياس تعمل بالقياس كثيرا، رواغ محيل مائل عن الحق إلى طريق الباطل لتكسر به باطلَا للخصم وتتخلص منه كروغان الثعلب وحيلته ليخرج عن نظر الصائد ويتخلص منه، وينبغي أن يعلم (أن الحق لا يبطل الحق ويبطل الباطل، وأن الباطل لا يبطل الحق وقد يبطل الباطل) إذا كان أظهر في الإدراك وأشبه بالصواب كما هو المعروف في الجدليات والمغالطات، وأن مؤمن الطاق يستعمل القياس كثيرا في مناظراته وهو متخصص في مناظرة أبي حنيفة بشكل كبير ومن الطرائف أن مؤمن الطاق وكان يكنى بأبي جعفر، فصادف يوما أن التقى مع أبي حنيفة فقال لمؤمن الطاق:"يا أبا جعفر أتقول بالرجعة؟ فقال: نعم، قال يعني أبو حنيفة : أقرضني من كيسك هذا خمسمائة دينار، فإذا عدت أنا وأنت رددته اإليك، فقال له في الحال مؤمن الطاق : أريد ضميناً يضمن لي أنك تعود إنسانا، فإني أخاف أن تعود قرداً فلا أتمكن من استرجاع ما أخذت مني"(3).

ومن هذا الأثر تتبين لنا عظمة المناظرة باستخدام كل أسلوب يناسب مقام الجدال، لأنه كما هو معروف في البلاغة أن الخطاب يكون بحسب مقتضى حال الخطاب، كذلك الجواب لا بد أن يكون بحسب ما يقتضيه المقام، وكذا المناظرة والمجادلة لا بد أن تتخذ أسلوبا يناسب المقام، فتأمل.

4ـ مناظرة الشامي مع قيس الماصر:
حيث قال الإمام لقيس:تتكلم وأقرب ما تكون من الخبر عن رسول الله أبعدَ ما تكون منه، تمزج الحق مع الباطل وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل، أي أنك قريب العهد برسول الله كونك تلميذ الإمام علي بن الحسين وأنت أقرب إلى أثر الرسول ولكن تمسك بالشبهة وتتشبث بها لأنها تشبه الحق حتى تدفع بها باطل الخصم مع أنه قليل من الحق يكفي عن كثير الباطل، والمقصود بالباطل هنا هو التزامه في المناظرة بعد الأخذ بالسنة الصحيحة الثابتة والواردة عن الرسول وتمسك بأباطيل الأقوال وهي الشبهات لتثبت ما عندك وتبطل ما عند خصمك.

ثم أردف الإمام بعد ذلك بقوله لقيس الماصر ومؤمن الطاق: أنت ومؤمن قفازان حاذقان، أي أنكما تقفزان من مطلب إلى مطلب لتثبتان ما عندكما من الحق ولا تثبتان على أمر واحد وهذا الأمر صحيح من جانب وغير صحيح من جانب آخر أي على سبيل الإستطراد قد يفي بالغرض وأحيانا يشتت المطلب وتبحر عنه بعيداً.وقد وردت كلمة (قفازان) في نسخة أخرى بالراء (قفاران) يقال اقتفرت الأثر أي اتبعته وهذا يعني أنهما يتبعان زلة الخصم ويوقعانه فيها.

وحاذقان يعني من الحذاقة وهي المهارة أي ماهرا في الوثوب واقتفاء الخصم بالباطل وفي بعض النسخ بالفاء من وهو القطع أي قاطعان الباطل بالباطل.

5ـ مناظرة الشامي مع هشام بن الحكم: حيث قال لهشام: يا هشام لا تكاد تقع، تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلم الناس، فاتق الزلة، والشفاعة من ورائها إنشاء الله. أي أنك ذو خبرة ومهارة في اقتناص الحقيقة والإتيان بالدليل الراسخ والرصين وأن قدمك لا تزل في المناظرة لشدة ثباتك وصلابة موقفك وحجتك الدامغة وأنك وأنك على رغم صغر سنك وحداثة شبابك إلا أنك تطير بالحق فلا تخلِّف زلة تُمسك عليك بل وتخصم الخصم بقليل من الحق ألا فاثبت على ذلك ودعا له الإمام بعد ذلك.

الرواية التي اقتبسنا منها الشاهد الذي نريده طويلة لم نذكرها مراعاة للإختصار فليراجعها القارئ من مصدرها (أصول الكافي ج1 ص171 ح4 باب الإضطرار إلى الحجة).

الثالث/ أن الأئمة عليهم السلام قاموا بأسلوب رائع جدا في الحث على العقائد وشأنها المعرفي فنراهم أنهم يسألون أصحابهم عن عقائدهم ليثبتوها إن كانت صحيحة ويصححوها إن كان فيها شئ من الغلط فعلى وهناك روايات كثيرة في هذا الصدد منها ما جاء عن رسول الله حيث قال لسلمان وأبي ذر والمقداد: تعرفون شرائع الاسلام وشروطه؟ قالوا: نعرف ما عرفنا الله ورسوله، فقال: هي والله أكثر من أن تحصى، أشهدوني على أنفسكم وكفى بالله شهيدا، وملائكته عليكم شهود، بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصا لا شريك له في سلطانه، ولا نظير له في ملكه، وأني رسول الله بعثني بالحق ...إلخ(4)، ومنها ما جاء عن الإمام الصادق حيث قال لسدير: اذكر لنا أمرك الذي انت عليه فإن كان فيه إغراق كففناك عنه وإن كان مقصرا أشردناك ...إلخ(5).

وهناك روايات كثيرة جدا في هذا الصدد ومنها عن الشاه عبدالعظيم الحسني مع الإمام الهادي حيث قام بعرض عقيدته على الإمام عليه السلام.

ومنها ما ورد عن أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما وضع السيدة فاطمة بنت اسد أم امير المؤمنين عليه السلام وقد سألها الملكان عن ربها وعن نبيها فقد سألاها عن إمامها فقال لها النبي وهو يرى تلك المسائلة بعين المحيط والمهيمن فأشار لها أنه ابنك أي أن إمامك هو ابنك علي.

ومنها ما ورد عن أن رسول الله أتى بالحمزة أسد الله والسيدة خديجة وأقر لهما دعائم الإسلام وأصوله كما حصل ذلك مع سلمان وأبي ذر والمقداد.

وغيرها وغيرها الكثير

فالنموذجان اللذان ذكرناهما يكشفان لنا مدى إهتمام الائمة بالشأن العقائدي حيث طالبهم بعرض ما يعرفونه من معارف حقة ومع ذلك فقد زادهم النبي والإمام الصادق بمعارف أخرى غير تلك التي يعرفونها وإن كانوا يعرفونها فقد زادهم تثبيتا لها، فتأمل


ومن هنا يثبت لنا أهمية هذا العلم وخطورته وكيف أنه اساس الدين والخلقة

وفي التتمة الآتية نأتي ببعض نماذج من الإهتمام العقائدي عن أهل البيت عليهم السلام بإسلوب متميز لعل البعض الكثير لم يطرق سمعه


الهوامش:

(1) الزنادقة أو الدهريين في اصطلاح القرآن أو الملاحدة طائفة من الناس لا يعتقدون بوجود خالق لهذا الكون أصلا وهم على مذاهب شتى بخصوص أصل الخلقة فمنهم: من يعتقد بمذهب الصدفة أي أن الكون وُجِدَ صدفة، وبعضهم يعتقد بنظرية الإنفجار الكبير وهو ما يسمى بـ(bing bang)، ومنهم يعتقد أن الكون وجد بسبب التفاعلات الكيميائية، وغيرها الكثير، ومن أبرز الملاحدة في عصر الأئمة ابن أبي العوجاء وابن المقفع والديصاني وغيرهم الكثير.
(2) طائفة من الناس يعتقدون بوجود إلهين إله الخير وإله الشر أو إله النور وإله الظلمة أو الإله يزدان والإله أهرمن، ومن أبرز هؤلاء في عصر الأئمة المعصومين عليهم السلام أبو شاكر الديصاني وغيره وأخبارهم كثيرة في مناظراته معهم.
(3) كتاب الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة للحر العاملي الشهيد الثاني ص87 الباب الأول ـ المسألة الخامسة ثبوت الرجعة من ضروريات مذهب الإمامية
(4) كتاب الطرف للسيد ابن طاووس ص11
(5) علل الشرايع للصدوق باب 159 ح1 وبحار الأنوار ج44 ص1 ح1



(يتبع إن شاء الله)>>>>>>

 

 

مختلف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد