العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > عاشــوريات




 
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 12-11-2013, 12:16 PM   رقم المشاركة : 1
ناقد
طرفاوي نشيط جداً
 
الصورة الرمزية ناقد
 







افتراضي ثورة الامام الحسين عليه السلام يقظة للروح ... للكاتبة خولة القزويني

ثورة الحسين (عليه السلام) يقظة للـروح



ثورة الإمام الحسين عليه السلام كانت صعقة كهربائية في جسد الأمة التي انسلخت عن دين الاسلام فعطلت تعاليمه ، فقد سلمتقيادها لحاكم جائر, فاسد ،استباح المحرمات وتطاول على حكم الله عزوجل فأرداها ذليلة، مستسلمة لضعفها وهوانها، عاجزة عن استرداد كرامتها وحريتها، ، غارقة في اليأس والإحباط، فكان قرار الإمام الحسين عليه السلام حجة الله على الأرض والقائد المخول على اقامة حكم الله على الارض وإحياء الشريعة فيها أن يرفض مبايعة الطاغية يزيد ويعلن قرار التمرد علنا وصراحة فقد أذعن يزيد بالكفر والعصيان وأهان القرآن الكريم وتطاول على حدود الله عزوجل بقصد القضاء على الاسلام وطمس كل مظاهره ولهذا كان قرار ثورة الامام الحسين عليه السلام اضرام نور الايمان في ظلام الجهل والضلال.. فلولا هذه الثورة لعادت الأمة إلى الجاهلية الأولى وانمحت معالم الإسلام وارتد المجتمع إلى عهدالبؤس والشقاء.


ومن هنا كان الدم الطاهر في كربلاء سيَّالاً يخط على ثراها آيات المجد والإباء، قدم الحسين الثائر نفسه وأهل بيته وصحبه قرابين لوجه الله عز وجل كي تبعث الروح في الأمة الميتة التي استيقظت على صرخة زينب عليها السلام بطلة كربلاء وهي تقارع يزيد وطغمته الفاسدة بجمر كلماتها ولهيب حججها قد لغَّمت عباراتها سكك الكوفة المظلمة التي انطفأ منها نور الإسلام فعاشت غوغائية وجهل حتى أدركتهم بخطبها النارية فسوطت ضمائرهم وأوغرت صدورهم ضد يزيد وألبت الرأي العام ضد النظام حينما كشفت الأباطيل والأكاذيب.


إن ذكرى عاشوراء تتجدد في كل عام وهي تأخذ حيزاً كبيراً في وجدان الشعوب لأنها المنطلق الحقيقي لكل صراع بين حق وباطل، وهي المعيار الإلهي الأصيل لمعنى الانتصار الحقيقي، انتصار المبادئ والقيم على العروش المزيفة والأنظمة الجائرة، إن ثورة الحسين (ع) يقظة للشعوب الغافلة، يقظة للإنسان الذي أقعده هوى النفس وحب الدنيا عن قول الحق ونصرة المظلوم، فعودتها كل عام استرجاع لأصالة الدين المحمدي وتجديد لنهج الإسلام وإحياء للنفوس النائمة التي استغرقها حب الدنيا ومتاعها الزائل.


إننا نحتاج أن نسترجع شخصية الإمام الحسين (ع) بحضوره الباذخ، بوجوده المتأصل في عمق الزمن كحقيقة تنادينا كل حين كي نعيش الله عز وجل في خلجاتنا، في أنفاسنا، في كل صور التعامل الإنساني الذي تشوّه بالأنا والجشع والطمع، فقد عشنا الدين طقوساً جوفاء وشعائر خاوية لا تستجمع داخلنا الهمة والعزم كي نتحرك ونتطور ونعيش حياة الحرية والكرامة التي تليق بإنسانيتنا، وحدها عاشوراء الحسين حينما تحط رحالها كل عام تفجر فينا نبعاً ملكوتياً يطهرنا من أدران الدنيا وأوساخها العالقة في الروح.. نحتاج قيمها بكم هائل كي تتجدد عقائدنا وتوقد فينا قناديل الإيثار والتضحيات في سبيل العدل والحرية والكرامة، نحتاجها بعطش روحي يضطرم فينا كلما نأينا عن الله عز وجل، فلولا ذكراها المتجددة لتعمقت الهوّة بيننا وبين الله عز وجل.


فثورة الحسين (ع) يقظة للروح، للدين، للقيم، إنها رحلة استكشاف النفس المعطوبة في زمن كان أرخص شيء فيه الإنسان.

فالسلام عليك يا أبا الأحرار..
السلام عليك يا أبا الثوار..
السلام عليك يا أبا الأبطال..
السلام عليك سيدي ومولاي وامامي الحسين..
السلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً..




خولة القزويني


http://www.khawlaalqazwini.com/

 

 

 توقيع ناقد :
ثورة الامام الحسين عليه السلام يقظة للروح ... للكاتبة خولة القزويني
ثورة الامام الحسين عليه السلام يقظة للروح ... للكاتبة خولة القزويني





والله الموفق
ناقد غير متصل  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد