العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




موضوع مغلق
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 15-05-2012, 02:48 AM   رقم المشاركة : 1
ابن الطرف
مشرف النقاش والحوار الجاد
والقصص والروايات







افتراضي هكذا عرفنا السيِّد فضل الله(رض)

هكذا عرفنا السيِّد فضل الله(رض)


هكذا عرفنا السيِّد فضل الله(رض)


لايزال وسيبقى المرجع الدينيّ الكبير السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض) حيّاً فينا، نهجاً وعلماً وتقوى وورعاً، لا نزال وسنبقى ما حيينا إنْ شاء الله تعالى نذكر عطفه وحنانه وحلمه وسعة صدره، ونتوقُ ـ ونحن

في أمسّ الحاجة إليه اليوم ـ إلى كلماته الدافئة، ومواعظه البليغة، ومواقفه الحكيمة، وخبرته الواسعة، وتحليلاته الصائبة.

عرفناه عالماً، عاملاً، عابداً، ورعاً، مخلصاً، مجاهداً، ناصراً للحقّ وأهله، مدافعاً عن المظلومين والمقهورين والمحرومين والمستضعفين، مقارعاً للاستكبار العالميّ، كافلاً للأيتام والفقراء والمساكين، على خطى أجداده الميامين.

عرفناه عالماً واعياً، اطّلع على الماضي فوعاه تماماً، فاستشرف المستقبل وخطَّط له، وفقيهاً مجتهداً، واكب بفقهه الحياة وتطوّرها، على نهج السّلف العامليّ الصالح، كالشهيد الأوّل، والشهيد الثاني...

عرفناه عامِلاً بما علم، لا يقدِّم رجلاً ولا يؤخِّر أخرى حتّى يعلم أنّ في ذلك لله رضا، ولا تأخذه في الله لومة لائم.
عرفناه متفانياً في ذات الله، يقول الصدق، وينطق بالحقّ والحقيقة، بعيداً عن الخرافة والغلوّ والتعصُّب الأعمى، ولو كلّفه ذلك ثمناً باهظاً من جاهٍ أو سمعةٍ أو مالٍ، فالمهمّ عنده رضا الله تعالى، ولسانُ حاله:

فليتَكَ تحلو والحياةُ مريرةٌ .. وليتَكَ ترضى والأنامُ غِضابُ
وليتَ الذي بيني وبينَك عامرٌ .. وبيني وبين العالمين خَرابُ

عرفناه ذا عقلٍ واعٍ مستنير يتوق إلى إضاءة حياة الإنسان؛ كلّ إنسان، بالخير والمحبّة والوعي والحقيقة.

عرفناه مواظباً على الحضور إلى المسجد ـ بيت الله، يُعلِّم ويُرشد ويبلِّغ رسالات ربّه، لا يضجر ولا يملّ ولا يتعب، وكلّ همّه أن يستنقذ هذه الأمّة من جاهليّتها ومكائد العدّو لها.

عرفناه أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً وسنداً قويّاً للمجاهدين في سبيل الله في كلّ بقاع العالم، ولا سيّما مجاهدي المقاومة الإسلاميّة في لبنان، يشاركهم جهادهم بعقله وقلبه وفكره ودعائه، ويبقى إلى جانبهم في أحلك الظروف وأصعب المراحل، فكان نصر الله والفتح.

عرفناه حلقةً قويّةً في سلسلة الخطّ الثوريّ الجهاديّ المقاوم، وفي سلسلة العظماء الكبار، كالإمام روح الله الخمينيّ، والإمام موسى الصدر، والسيّد الشهيد محمّد باقر الصدر... وهو القائل في آخر أيّام حياته المباركة: "لن أرتاح حتّى تزول إسرائيل من الوجود".

عرفناه داعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وداعياً إلى الوحدة بين أبناء الأمّة الإسلاميّة بأجمعها، بعيداً عن كلّ أشكال التكفير والتضليل.

عرفناه مدافعاً عن أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة، محمّد وعترته الطاهرة، من افتراءات الغلاة والجهلة والمتعصّبين، الذين أساؤوا وما أصابوا، وكانوا شَيْناً ولم يكونوا زَيْناً، فهلكوا وأهلكوا، حيث قال أمير المؤمنين(ع): "هلك فيّ اثنان: محبٌّ غالٍ؛ ومبغِضٌ قالٍ".

سيّدنا الأستاذ، رحلتَ وفي قلبك الكبير غصّة كبيرة أنْ لم تبلغ بهذه الأمّة شاطئ الوحدة والمحبّة، وواحة الوعي والحضارة، وبرّ الأمن والسلام.
عزاؤنا برحيلك أن مهَّدتَ لنا طريقاً إلى الهدى، وأصَّلتَ فينا حبّ الحقّ وأهله، حبّاً ثابتاً لا يتغيَّر ولا يتبدَّل، فعلى دربك ـ إنْ شاء اللهُ ـ نحن سائرون، ولنهجك مكمِلون، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون، والعاقبة للمتّقين.

فإلى رحمة الله ورضوانه، وجنان الخُلْد التي أعدّت للمتّقين؛ إلى جوار جدّتك الطاهرة فاطمة الزهراء(ع)، التي خلّصتها من براثن الغلاة التائهين مرّات ومرّات؛ إلى جوار أجدادك الطيّبين الطاهرين(ع)، مع الَّذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحَسُن أولئك رفيقاً.


ولله درّ الشاعر المجيد يرثيك بقول:
قالوا وقالوا: لقد أطنبتَ في مدحٍ،
أراه حقّاً عليَّ اليوم قد وَجَبا
إنْ كنتُ أطنبتُ في مدحي فلي شرفٌ
أنْ أمدحَ العلمَ والأعلامَ والنُّخَبا
ولا أُبالي بمَنْ ذمّوا ومَنْ طَعَنوا
ما كُلُّ مَنْ صاغ شيئاً يُشبِهُ الذَّهَبا
فألفُ ألفُ سلامٍ ما بدا قَمَرٌ
لقد بَكَتْكَ القوافي يا أَخاً وَأَبا
المصدر: مجلة الاجتهاد والتجديد

 

 

ابن الطرف غير متصل  
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد