رسالة في تعدد الزوجات

[زكي مبارك]

الأخوة والأخوات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(رسالةٌ في تعدد الزوجات)

تمهيد:
يعتبر البعض أن فكرة تعدد الزوجات من المسائل الهامشية في الحياة الاجتماعية!! لاعتبارات كثيرة، كأن يكون هذا الشخص الذي يرى هامشية هذه المسألة في الحياة الاجتماعية أنّها لا ترقى للمناقشة والكتابة فيها بين الفينة والأخرى؛ لأن من كتب فيها أعطاها حقّها من الجانب النظري وربما العملي، بينما واقع كثير من المسائل هو الكتابة فيها وبحثها من جديد بين فترة وأخرى، وذلك لتغيّر الظروف الطارئة على مستوى الحياة، وطبيعي أن تغيّر الظروف يغيّر فكراً بأكمله.

ومسألة تعدد الزوجات من تلك المسائل التي يجب إعادة النظر فيها، وذلك في ظلِّ المتغيّرات الاجتماعية والاقتصادية في زمنٍ طغت فيه المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، فليس بالضرورة أن من يؤمن بهذه المسألة ينفذها على أرض الواقع!! لأنه قد يفتقد إلى أبسط المقوّمات التي تؤهله لتطبيق هذه المسألة في حياته، وبذا قد يكون أنه أضاف مشكلةً في حياته من حيث لا يشعر، ولعل من تلك المقوّمات هو مبدأ (العدالة) التي طرحها القرآن الكريم (اعدلوا هو أقربُ للتقوى)، أو أنه قد يسئ فهم هذه المسألة من حيث أراد الإحسان دون أن يشعر، وعليه أن يعيد النظر في كل سلوكيّاته ومتعلقات حياته من جميع الجوانب، حتى يكون أنموذجاً يُحتذى به في هذا المجال وغيره.

قد تكون هذه المسألة تشكّل حساسيّة عند شريحةٍ كبيرةٍ من النساء؛ لأن المنظار الذي تنظر إليه هو منظار (العاطفة)، وغريزة العاطفة شئ فطري ركّبه الله عز وجل في النساء والرجال معاً، إلا أنه قد يطغى عند النساء بنسبة أكبر من الرجال، ولذا على كل النساء أن ينظرن بعين المصلحة العامة في حال تعرض أزواجهن لمثل هذه المسائل، فليس بالضرورة أن زواج الرجل بزوجة ثانية وثالثة ورابعة هو نقصٌ في هذه النساء، فالكمال لله عز وجل، والعصمة بيد من عصمه الله سبحانه، فقد يكون غرض الرجل غاية معيّنة يخفيها عن زوجته، ولا نستطيع أن نغضَّ الطرفَ عن ممارسة بعض الرجال في تطبيق هذه المسألة بشكلٍ سلبي!! ولكن الاحتكام إلى الشرع والعقل والواقع أمر مطلوب، يجب النظر إليه بعين الاعتبار قبل أن نكيل التهم إلى الرجال أو إلى النساء.

من خلال هذا التمهيد سيتم التعرض إلى بعض ما أشرنا إليه، وسنحاول تفصيل المسألة من جميع جوانبها، معتمدين على الأمر الواقع المنبثق من الجانب الشرعي والعقلي، وأعلمُ أن هناك شريحةٌ من النساء لا ترضى بالحلول المطروحة، لأنهن لم يعشن بعض الأجواء التي يعيشها الرجال أو النساء العوانس.

(تابعونا في الحلقات القادمة)

وتقبلوا تحياتي

أخوكم
زكي مبارك

 

 

[زهرة الأوركيد]

متابعه ان شاءالله لحلقاتك

شكرا لك اخي والله يعطيك الف عافيه

 

 

[المنادي]

بسمـ الله مالك الوجود ، والمستحق للسجود

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

ومرحبا بك أخي زكي مبارك ... التمهيد يوحي ويكشف عن محتوى عميق مدروس ، ونظرة عقلائية ، ستنبثق خلال الحلقات القادمة إن شاء الله تعالى ...

متابعون معك ، فسدد الله رأيك ، وصوّب مقالك...

تقبل تحياتي

 

 

[وتين الورد]

عوده حميده / زكي مبارك ..

/

كلام جميل جداً اعجبني .. وصدقت في مقالك .. عاشت يمينك ..
/

أنا بانتظار القااادم .. بس ياليت تعجل لاني بطلع اجازه ..

يعطيك العافيه ..

 

 

[جناح الملائكة]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،،

في الواقع من الحلقة الأولى في حديثك يتبين أن الحديث شيق ، وإننا إن شاء الله متابعون .

تقبلوا تحياتي ، ودمتم سالمين .

 

 

[زكي مبارك]

الرؤية القرآنية:

قال تعالى: (... وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم أن لاتعدلوا فواحدة ...) النساء 3.
قبل البدء في تفسير هذه الآية الكريمة، علينا أن نفرّق بين الميول النفسية، وبين الأطروحة القرآنية، فالأطروحة القرآنية في كل تشريعات السماء، فيها غايات وأسرار لا يدركها إلا أصحاب العقول النيّرة التي وجّهت جميع جوارحها لله عزَّ وجل، ولعل هذه الآية الكريمة تشير بكل صراحة ووضوح جواز تعدد الزوجات، باثنتين أو ثلاث أو أربع، وينبّه القرآن الكريم بأنّ ذلك مرهونٌ بعدةِ أمور، منها: (فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة) حيث إن العدالة مطلبٌ رئيسيٌ في الحياة الزوجية، ولا يندرج في هذه المسألة العدالة القلبية والميول النفسية!! حيث إن العدالة القلبية شئ خارج عن إرادة البشر، بل إن المقصود هو العدالة في الجانب العملي، والمتطلبات الدنيوية، كالسكن والمعيشة ...الخ.
ولو وسّعنا دائرة النقاش لرأينا أن القرآن الكريم يطرحُ جوانب كثيرة في سورة النساء حول مسألة الزواج، وما يتعلق به من أحكام.
ما يهمنا في هذا الأمر هو الإشارة بأن هناك جواز مشروطٌ بالعدالة، ولم يكن هذا التشريع امتهان لحق النساء كما يفسّره البعض!! بل هو تكريمٌ لهن، لأنه لو لم يتم تشريع هذا القانون السماوي، لرأينا حالة الفساد الجنسي والأخلاقي تستشري في مجتمعاتنا بسبب تكاثر أعداد النساء.
هنا مسألةٌ قد تطرأُ على البعض، وهو: أن هناك من يسئ استغلال هذا التشريع السماوي، ونقول لمن يسئ إلى التشريعات السماوية: إنه يسئ إلى نفسه قبل كل شئ، وأنّ الله عز وجل له بالمرصاد، لأنه عز وجل لم يشرّع حاجةً إلا لسرٍّ وغاية، فالزواج بحد ذاته ليس غاية، بل هو وسيلة للقضاء على بعض آلام الحياة جعلها الله عز وجل امتحاناً لعباده، (ليميز الخبيث من الطيّب).
خلاصةُ الحديث في الآيات التي تحثُّ على تعدد الزوجات، واضحةً كوضوح الشمسِ، وأنَّ هذه التشريعات التي ربما لا تتناسب مع حياتنا في بعض فترات الحياة، وأنها تخالف ميولنا النفسية، فإنها في الجهة المقابلة كفيلةٌ لمعالجة كثيرٍ من المشاكل في فترات أخرى، إضافةً إلى ذلك أنه نحن بحاجةٍ إلى ثقافةٍ قرآنية، حتى تكون لدينا ثقافة عالية حول التشريعات والأوامر الإلهية، وما سبّبَّ عدم هضم واستيعاب بعض التشريعات هو ابتعادنا عن النهج القويم، فليس بالضرورة أن نعرف سرَّ هذا التشريع في وقتنا الراهن!! وإن كان هناك من يسئ استغلال التشريعات فهذا يدل على ثقافة الإنسان ومدى وعيه بهذا التشريع، وسوء استغلال التشريعات هو عيبٌ في الإنسان وليس في التشريع ذاته.
يبدو أننا لم نفِ الرؤية القرآنية، لأنها أعمق من هذه السطور، فقط أحببنا الإشارة والإيجاز والتنويه حول أبرز الأمور.

(تابعونا في بقية الطرح)

أخوكم
زكي مبارك

 

 

[زكي مبارك]

الرؤية الاجتماعية:

يبدو أن الرؤية الاجتماعية لا تختلف في السابق عما هي في الوقت الحاضر، فالمرأة المتزوجة لن توافق لزوجها أن يجئ بزوجة أخرى مهما كان الثمن، وإذا وافقت فإنها موافقةٌ على مضض، حتى ولو كان هناك أسبابٌ تدعو الزوج إلى الاقتران بزوجة أخرى، كالمرض وعدم الإنجاب ....الخ.

وبنظرةٍ خاطفةٍ حول ما نعيشه في الوقت الراهن، فإن كثيراً من الفتيات اللاتي تجاوزن السن العُرفي للزواج يتمنين رجلاً يطرق الباب، بل يتمنى ذلك الشئ صديقاتها وأبويها وربما جزء من المجتمع يتمنى لهذه الفتاة الستر والعافية. والقلّة القليلة اللاتي يوافقن لأزواجهن الزواج بزوجة أخرى بأسباب أو بدون أسباب، خصوصاً إذا رأين الزوج عازماً على هذا الأمر، وربما وضعوا شروطاً كبيرة ليتم اقتران الزوج بأخرى.

في الطرف الآخر نرى أن بعض الفتيات اللاتي تجاوزن السن العُرفي للزواج يقبلن بالزواج كثانية أو ثالثة أو رابعة إلا القلّة القليلة، وذلك تحت عنوان الستر والتعفف، وكما يقال (مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ)، ولعل الشريحة المبتلاة بفتيات عوانس لديهن نظرة مغايرة للشريحة التي ترفض تعدد الزوجات، لأنها ذاقت حرارة المسألة وهذا ما يجعلها تفكر بالزواج من زوج متزوج أو يكبرها سناً، بحثاً عن الفطرة التي ركبها الله عز وجل فيها (هن لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن). إضافة إلى ذلك بأن الفتاة غير المتزوجة ترى بأن هناك خللاً يحصل لها، في سلوكها وتصرفاتها إلا أنها لا تشعر بذلك الشئ، لأنها تمارس الكبتَ تحت ضغوطٍ اجتماعيةٍ وأعراف وتقاليد شعبية، وإلا فالواقع أن الفتاة مهما كانت متمنعة إلا أن شيئاً في نفسها يقودها إلى فطرتها وهو الاقتران برجل.

كذلك ينقسم المجتمع إلى فئات من حيث القبول والرفض لمسألة تعدد الزوجات، وللوقوف على كل فئة نحتاج إلى وقت طويل لاستعراض الآراء المختلفة في ذلك، إلا أن أبرز الآراء في ذلك، هي:
أن المجتمع لا يقف عائقاً أمام أي فرد له الرغبة في التعدد، إلا إذا كان الرجل لا يمتلك أبسط المقومات الحياتية، كالسكن، والقدرة المادية، والصحة الجسدية .. وغيرها من الأمور الواجب توافرها في كل إنسان، لأن تلك المقومات تساعد على صناعة جيل المستقبل، فلو لم يمتلك الرجل مسكناً خاصاً وواسعاً يستوعب زوجتين أو ثلاث، بلا شك إنه لن يستطيع أن يوفق بين زوجاته، ولذا فهذه الحالة منبوذة اجتماعياً، وكذلك الصحة الجسدية، فالصحة مطلب أساسي لتحقيق السعادة الزوجية.
ثم إن آراء المجتمع حول تعدد الزوجات كثيرة، إلا أن مسألة مهمة يغفل عنها الجميع، وهي: (الألطاف الإلهية) فقد قال تعالى (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) مما يعني أن الغنى والفقر من الله عز وجل ولكن!! بأسبابه ومسبباته، وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا آتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، ولم يحدد الجوانب المادية!! بل في أحاديث أخرى يحث على الالتزام الأخلاقي والتدين والصفات الحميدة.
ولذا على الإنسان الذي لديه الرغبة أن يرتب حساباته، ليكون خير معين في انتشال العنوسة من مجتمعاتنا، لا أن يزيد الطين بلّة ويكون عالةً على غيره، يستجدي القريب والبعيد ليتولى الصرف على أبنائه الذين لا ذنب لهم سوى أن أباهم جلبهم إلى الدنيا ليكونوا فقراء، دون أن يكون لدى الأب رؤية تربوية واقتصادية واجتماعية تجاه رغبته.

(تابعونا في الحلقات القادمة)

أخوكم
زكي مبارك

 

 

[الساهرة]

مرحبا بالمنطق والتفكير السليم


متابعون لك ووفقكم الله ...

 

 

[زكي مبارك]

هل التعدد رغبة جنسية أم ماذا؟!

لا نخفي أن للتعدد رغبة جنسية لدى الطرفين الزوج والزوجة وهذا أمر مطلوب وفطري، ومن العيب أن نغض الطرف عن الأشياء الفطرية، ولكنه يتفاوت من شخص إلى آخر، فقد تكون هناك ظروف لدى الزوج جعلته يقدم على التعدد غير التوجه الجنسي، مثل:
1- قد تكون لدى الرجل حاجة خاصة لا يبديها لأي شخص من خلال إقدامه على التعدد، مثل: أن يكون لدى الزوجة الأولى مرض، أو عدم الإنجاب، أو أنه تزوج من زوجة إرضاءً لأهله، أو أنه وقع في محظور فاضطر إلى الزواج بهذه الفتاة ...الخ.
2- قد يكون التعدد لدى بعض الرجال كحالة من التحدي بينه وبين صديق آخر، وهذه واقعاً وإن حدثت فإنها قليلة، ولكن إذا وقعت فهي لا تمثل رجولة، فإن ضحيتها الزوجة الثانية.
3- قد يكون غرض التعدد هو العطف على منزلٍ لا يمتلك مقومات الحياة، كأن تكون لديه القدرة على أن يقوم بالستر على فتاة من طبقة فقيرة، أو إحدى قريباته اللاتي فاتهن الزواج فأحب أن يقوم بهذا الدور الإنساني.
4- قد يكون غرض التعدد غرض ديني، حيث إن هناك من العلماء من يرى أن أصل الزواج التعدد وليس الإفراد.
5- قد يكون الغرض من التعدد مصالح مشتركة بين رجل وآخر، سواء مصالح اجتماعية أو تجارية أو غير ذلك، ولعل ما تبثه الفضائيات من نقل هذه الصورة في عمل درامي، فإنها ليست ضرباً من الخيال!! بل تحصل في بعض الدول وربما تحصل في مجتمعاتنا ولكنها لا تمثل ظاهرة، بل هي قد تكون موجودة بصورة نسبية ضئيلة.
6- قد يكون الغرض من التعدد هو الحاجة إلى صدر آخر يحتضنه، كأن تكون الزوجة الأولى مبذرة، أو أخلاقها غير جيدة، أو لا تهتم ولا تقدر الحياة الزوجية، أو مشغولة بعملها إذا كانت تعمل...الخ.
7- قد يكون الغرض من التعدد أن المرأة هي من ترغب بالزواج من الرجل، وهذا وإن كان قليل، ولكن إذا حدث وبطريقة حضارية متلائمة مع الخلق الإسلامي فلا بأس، وأنا لا أدعو إلى هذا!! بل إن ذلك أمر سمعت عنه، ولا منافاة في ذلك مع العُرف الإسلامي.

والأسباب لا تقف عند ما ذكرناه، إلا أن المحصلة التي أريد الوصول إليها هي: ليس بالضرورة أن التعدد هو عيبٌ في الزوجة الأولى، أو لأجل التمتع الجنسي!! بل قد يكون العيب من الرجل، كأن يكون مصاباً بحالة نفسية، سواءً كانت تلك الحالة بارزةً على سلوكه أو غير بارزة.

(تابعونا فيما تبقى)

أخوكم
زكي مبارك

 

 

[باسمي]

بسمه تعالى ..

أحسنت زكي مبارك ، وبارك الله لك
مــتابــع !

 

 

[زكي مبارك]

الختام:

الحديث طويل في هذه المسألة، ولا نستطيع معالجتها من جميع الجوانب، إلا أني أوجه ندائي لكل من:
الرجل
أن يتقي الله عز وجل في زوجته الأولى، وأن يصبر على الحياة حلوها ومرها، فإن ذلك من الإيمان، وإن أراد التعدد فعليه أن ينظر إلى توفير سبل العيش الكريم، حتى لا يصنع مشكلة اجتماعية، فالأبناء بحاجة إلى تربية وتعليم وغير ذلك من سبل المعيشة، كذلك عليه أن يفكر جيداً قبل الإقدام على التزوج بأخرى، وأنه إن أراد معالجة مشكلة عليه أن ينظر إلى الفتيات اللاتي طافهن السن العُرفي للزواج، وأقصد بالسن العُرفي هو أن تكون الفتاة في سن الثلاثين على سبيل المثال، وأن لا يقدم على هذا الأمر بمجرد عناد وتحدي لزوجته الأولى، أو من باب الغضب أو تحت أي عنوان من العناوين التي لو اطلع الناس عليها لما برروا له فعلته، بل عليه أن يبحث عن الأسباب العقلائية.

الزوجة الأولى:
وكذلك على الزوجة التي لا ترضى لزوجها التعدد، أن تصبر وأن تنظر إلى الدرجة التي وضعها الله عز وجل في الدنيا والآخرة، فإن الغريزة وحب التعدد لدى الرجل أمر فطري، إلا أنه يتفاوت من شخص لآخر، وعليك أن تراعي ضغوط الحياة التي ترهق تفكير الزوج، فلعل الأخرى تكون (رجل خير وبركة) كما يقال، وليس بالضرورة أن تكون (خرابة بيوت) كما يقال!! بل حاولي احتواءها بالخلق الكريم والتعامل الحسن، لأن ذلك من سلوك المؤمنات، وحاولي أن تتعاملي بمبادئك وليس بمبادئ الشارع وهو اختلاق الصراعات وإثبات الذات، بل أنت في هذه الحالة أحوج إلى الزوج، وحاولي احتواءه، وانظري بأن سلوكك يمثل سلوك عائلتك ومجتمعك ودينك، وعاقبة الأمور بخواتيمها.

الزوجة الثانية:
وأنت أيتها الزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، احمدي الله عز وجل أن رزقك زوجاً يستر عليك ويوفر متطلبات الحياة الطبيعية الفطرية، وأعينيه على متطلبات العيش الكريم بالدعاء له، ولأبنائه، ولزوجته الأولى، وأن تتعاملي بالسلوك الحسن، واعلمي بأنك من عائلة ومجتمع ودين يقدر الحياة الزوجية مهما كانت طبيعتها، وأن المال يذهب إلا أن الأخلاق تبقى لأنه ينفع الناس وينفعك، وكوني خير امتداد لسيدات بيت الرسالة عليهن السلام اللاتي هن قدوتنا، ولا تحاولي صناعة المشاكل بين الزوجة الأولى والزوج!! بل حاولي أن تجعلي من نفسك شخصية مثالية والتحمّل على أذى الأولى لأن هذا مكسبٌ لك إن كانت كذلك، ولا تجعلي للفتن مدخلاً، فإن هناك من النساء والرجال من يبحثن عن صناعة الصراعات الاجتماعية، وهم في الواقع مصابون بحالة نفسية، واستغيثي بالله عز وجل بأن يجعل بيتك وأسرتك من التي تحفهم الألطاف الإلهية بنعمه وكرمه، فالإنسان لا يخرج من هذه الدنيا إلا بعمله.

الأعضاء الأعزاء:
يجب أن ننظر بعين العقل بأن من يقدم على تطبيق هذه المسألة أن يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، كما فعل أئمتنا عليهم السلام، وأن لا تتحسس أخواتي النساء من طرح هذه المسألة، بل عليها إن رفضت هذه الفكرة أن لا تعيرها انتباهاً، وعليها أن تقدم نصائح لزوجها بدون سيل من الدموع، وأن لا تفكر بأنها قدمت وضحتت وفعلت وووالخ، فالإنسان ليس معصوماً حتى لا يخطئ رجلاً كان أو امرأة، فكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون، فأنت أيتها الأخت الكريمة لستِ فاطمة بنت محمد، وأنتَ أيها الأخ لستَ علي بن أبي طالب عليهما السلام، ولكن لنقتدي بهذه الشخصيات الربانية التي تجاوزت الخلافات الصغيرة، ولجأت إلى بارئها بتطبيق شرع الله عز وجل في أرضه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم
زكي مبارك

 

 

[ابن الطرف]

بسم الله الرحمن الرحيم

جزيت خيراً أخي زكي مبارك على هذه الأطروحه الجميله

في الواقع نحتاج لهذه الرساله كثيرا نظرا للمشكله التي يواجهها البعض حين الأقدام على الزواج بالمرأه الثانيه سواءاً من الزوجه الأولى أو حتى من المجتمع أحيانا بل وربما من أهل الرجل نفسه

صفحات مليئه بالجوانب المعرفيه

شكرا جزيلا لك عزيزي وبانتظار القادم من قلمك الرائع

موفق عزيزي لكل خير

 

 

[جهاد النفس]

بارك الله فيك اخي زكي مبارك ونتمنى المزيد من هذه المواضيع
اخي زكي مبارك... لي زميل طرق عدة ابواب للزواج من الثانية وهو رجل ونعم الرجل وقدرة جسمية ومالية ومرتب جيد وقدرة على فتح منزل ثاني الا انة لم يوفق في ذالك وكل فتاة لها اعذار واهية وخاصة ان هذه الفتيات الي فاتها قطار الزواج والي يوشك يفوتها
ومن الاعذار اكبرمني ب10 سنوات او شكلة مادخل مزاجها او الخوف ان تكون ثانية والي تتخوف من الطلاق والي تقول زوجته قريبتي ولا استطيع اتزوجة واعذار مالها الا ان ترمى في البحر وعدم القناعة بهذا قد تسجل من العوانس. وشكرا لكم

 

 

[eissa]

يد بيد لنشر ثقافة التعدد بدل النظرة السلبية لها التي ينظرون لها النساء بالذات ولماذا لا نناقشها ونوجد الحلول لها بدل من الغائها تماما

 

 

[زكي مبارك]

السلام عليكم رحمة الله وبركاته،،،

الأخوة الأعزاء:
أشكر الأخوة المشاركين والمعقّبين على الموضوع، ويبدو لي أن غضب الجانب النسائي من هذا الموضوع أمر لا بد منه، إلا أني أرجو أن تُقرأ هذه المسألة من حيث النظرة القرآنية التشريعية، ومن جانب آخر وهو مدى وجود الأجواء المناسبة لتطبيق هذه المسألة على أرض الواقع، فهي ليست مسألة جبرية!!
بل هي اختيارية، ويجب السير عليها وفق نظامٍ واعٍ، سواءً للرجل أو للفتاة، فيجب عدم التسرّع حتى لا تكون النتائج سيئة، بل يجب التفكير بوعيٍ ودراسة الموضوع من جميع جوانبه المادية والنفسية والاجتماعية والأسرية، حتى لا يخلق الشاب لنفسه مشكلةً جديدة مع أحد أطراف الأسرة الجديدة.
كذلك فالشاب ليس مجبوراً على أن يطبّق هذه المسألة على واقعه المُعاش ما لم تكن له حاجة في ذلك، خصوصاً وأن بعض الأخوة يجيّر بعض الأحكام والقضايا لصالحه متى ما جاءت مناسبة لتفكيره، وهذا تعاطي خاطئ يجب تفاديه من حيث التفكير والتطبيق.

ورسالة إلى من يهمه الأمر:
هناك بعض الأخوة - هداهم الله - يتعاملون مع مثل هذه المواضيع الجادة بطريقة الاستهتار وتضييع الوقت في الحديث عن مثل هذه الأمور، وربما ينقلون أفكاراً مغلوطة من خلال التعاطي الفج، نرجو منهم احترام أنفسهم حتى لا يعرضوا أنفسهم للغيبة، أو للقيل والقال.


أخوكم
زكي مبارك

 

 

[ابن الطرف]

زكي مبارك

للأسف المشكله التي نعاني منها غياب الوعي من المرأه تجاه هذا الحكم الشرعي

وللأسف لازال منظورنا للزوجه الثانيه منظور قاصر ولايحمل أي قيمه علميه

نتمنى تغير هذا الأمر في قادم الأيام

موفقين لكل خير

 

 

[زكي مبارك]

إضافة

يقول المستشرق (غوستاف لوبون): "إن تعدد الزوجات على مثال ما شرّعه الإسلام من أفضل الأنظمة وأنهضها بأدب الأمّة التي تذهب وتعتصم به، وأوثقها للأسرة عقداً وأشدّها لأصرته أزراً، وسبيله إلى تكون المرأة المسلمة أسعد حالاً وأوجه شأناً وأحق باحترام الرجل من أختها الغربية".
ويقول رداً على المتهجمين على التعدد: "ولستُ أدري على أي قاعدةٍ يبني الأوروبيون حكمهم بانحطاط ذلك النظام - نظام تعدد الزوجات - عن نظام التفرّد بين الأوربيين المشوب بالكذب والنفاق".

راجع:الإسلام نظام إنساني، مصطفى الرافعي، ص106، منشورات دار مكتبة الحياة - بيروت.

أخوكم
زكي مبارك

 

 

[طالب الغفران]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزيزي/ زكي مبارك، إليك هذا الموضوع البسيط والذي كتبتهُ في وقت سابق وهو مفيد في المقام - إن شاء الله تعالى - .

http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?t=79834