العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 16-01-2009, 12:45 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي ( المقالة ) صالح الغانم

المقالة


تعريفها : قطعةٌ نثريةٌ إنشائيةٌ ذات طولٍ معتدلٍ تكتب بطريقةٍ عفوية ٍ سهلةٍ دون الخضوع لنظامٍ معينٍ ، وتلمُ بمظاهر الموضوع الخارجية أو حول جزءٍ منه وتعبر تعبيراً صادقاً عن شخصية الأديب أو الكاتب .

أهميتها : لاختلاف الناس في أذواقهم ومناحي التفكير عندهم وأعمالهم في الحياة ، فهناك صنفٌ منهم يجدون اللذة في الخلوة بأنفسهم يمتطون فرسَ التفكير في هذا العالم الذي يحيط بهم ، فهم لا يجدون في الحياة التي يحيونها إلا الاستغراق في الأعمال والعكوف على الأشغال وبعض ساعاتٍ من الفراغ التي تهيئ لهم أن يقضّونها في التأمل والتفكر .

التأمل في تجارب الآخرين التجارب الحيوية ذات المتعة واللذة التي فيها ترويحاً عن النفس ، فإذا اجتاز الإنسان مرحلة التأمل والمطالعة إلى مرحلة التعبير عما في ذاته وتأملاته ، فإن وسيلته الأولى هي المقالة .

المقالة في الأدب العربي وتطورها : في أدبنا العربي تبدو بذور المقالة قديماً حتى قال بعض الباحثين (( قد ترجع إلى القرون الهجرية الأولى )) (1) .

ويقول الدكتور محمد يوسف نجم بأن بذورها ترجع إلى القرن الثاني الهجري (2) إلا أن الرأي الذي نميل له هو الأول ، فلو تصفحنا كتب التراث لوجدناها مليئة بنماذج قريبة ، نسمع أمير المؤمنين في زهدياته وتأملاته حين يقول : (( وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى ؛ لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر ولو شئت لهديت الطريق لمصفى هذا العسل ولباب القمح ونسائج هذا القز ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة )) (3) وممن تأثر بهذا الاتجاه في القرن الهجري الأول الحسن البصري في رسالته إلى عمر بن عبدالعزيز التي ضمنها صفات الإمام العادل .
ويتجلى ذلك بوضوح في مقالات الوفود والمحافل التي تقام في الأسواق ومجالس الخلفاء .

من ذلك مقامُ أعرابي بين يدي هشام بن عبدالملك وقال : أتت على الناس سنون ، أما الأولى فَلَحت اللحم ، وأما الثانية فأكلت الشحم وأما الثالثة فهاضت العظم ، وعندكم فضول أموال ، فإن كانت لله فاقسموها بين عباده ، وإن كانت لهم ففيم تُحظَرُ عنهم أم إن كانت لكم فتصدقوا عليهم بها فإن الله يجزي المتصدقين (4) .

وفي أدبنـا العـربي من مسامرات وعتاب وإخوانيات ما يجعلنا تقطع بذلك يقول المسعودي : (( وكتب الجاحظ مع انحرافه تجلو صدأ الأذهان وتكشف واضح البرهان لأنه نظمها أحسن نظم ورصفها أحسن رصف وكساها من كلامه أجزل لفظ ، وكان إذا تخوف ملل القارئ وسآمة السامع خارج من جد إلى هزل ومن حكمة بليغة إلى نادرة ظريفة )) (5)

وكذلك نرى في كتاب الكامل لأبي العباس المبرد هذا الأسلوب .

وأيضاً في رسائل عبدالحميد الكاتب وسهل بن هارون ، أما في القرن الرابع يطالعنا كاتب مجيد وعالم جليل ألا وهو أبو حيـان التوحيدي في طلاقة وغزارة معانيه وبراعة تصوره وخاصة في كتابه (( الإمتاع والمؤانسة )) .

أما في العصر الحديث يقول الأستاذ محمود الحليبي : (( وبظهور الصحف وانتشارها نشأ فن المقالة )) ونخالفه في هذا الرأي ؛ إذ أن هناك مقالات ذاتية كالشيخ ناصيف اليازجي وشكيب أرسلان ، وموضوعية تهكمية أو غير تهكمية كتبها أصحابها ولكن لم تسلط عليها أضواء النشر والإعلام فاندثرت ونسيت مع مرور الأيام ، كالخزانة المكية للأستاذ صالح عبدالقدوس التي كانت تجمع كل ما ينتج في شبه الجزيرة العربية تقريباً وخاصةً الحجاز .

نعم هذه الصحف والمجلات ساهمت في تعميق جذور المقالة واتضاح هويتها وسعة انتشارها وخاصة في بلاد الشام ومصر فنجدها في الوقائع المصرية ومرآة الشام ونجد الكتّاب الرافعي وطه حسين والعقاد والمازني وغيرهم .

وقد لعبت هذه الصحف دوراً هاماً في تطوير المقالة :
1 - تطويع اللغة وتهذيب أساليبها لأبناء العربية .
2 - انتشار الصحافة لنشر مختلف أنواع المقالة من ذاتية وموضوعية .
3 - خلق طبقة من الكتّاب الذين عنوا بفن المقالة وجعلوها الوسيلة الأولى لنقل أفكارهم وإذاعة آرائهم .

للموضوع بقية،،،،،، يتبع


الحواشي:
(1) الأستاذ محمود سعود الحليبي .
(2) انظر : فن المقالة ص 17 .
(3) النهج 3/588 شرح الشيخ محمد عبده .
(4) عيون الأخبار 2/710 لابن قتيبة ، تحقيق الإسكندراني .
(5) نقلاً عن فن المقالة السابق ص 20 .

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-01-2009, 12:51 PM   رقم المشاركة : 2
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي ( المقالة 2 ) صالح الغانم

أنواع المقالة


تنقسم المقالة إلى قسمين : مقالة ذاتية – مقالة موضوعية .
أولاً : الذاتية :

تظهر فيها شخصية الكاتب من خلال أسلوبه وأخيلته وصوره .
وأهم أنواع المقالة الذاتية هي :
1. الشخصية: وهي تصور لموقف أو فكرة تستهوي الكاتب وتملك عليه تفكيره متى تسمع صداها في ذاته وتنطبق على لسانه وتمتزج بعاطفته وتأثره.
2. المقال الإذاعي.
3. المقالة الاجتماعية: تُعنى بتصوير العادات الاجتماعية سواءً الإيجابية منها أو السلبية.
4. مقال السيرة.
5. الوصفية: وهي تعبير الكاتب عن منظر رآه فأعجبه فملأ عليه سمعه وبصره وقلبه
6. المقال الساخر.
7. التأملية: وهي تعبير صادق عن التأمل في أحوال النفس البشرية ومشكلاتها وفنون إصلاحها.

القسم الثاني : المقالة الموضوعية :

وهي التي يعالج فيها الكاتب موضوعاً علمياً أو فكرياً معالجةً دقيقةً دون تنميق أو تزويق ، بحيث لا تتضح لنا شخصية الكاتب ، إذ أن الذاتية نلمح رسم الكاتب أما الموضوعية فيختفي الكاتب خلف موضوعه .
وأهم أنواع المقالة الموضوعية التالي:
1. النقدية: وهي التي تتناول الأثر الأدبي أو الفني أو منتج هذا الأثر دون ميل أو هوى.
2. الفلسفية (العلمية ): تتناول بدقة شؤون العلوم الطبيعية والفلسفية وقضاياها واستقصاء نظريات الفلاسفة والمفكرين.
3. الاجتماعية: أي علوم السياسة والتاريخ والاقتصاد والاجتماع .

وهناك قسم ثالث مستقل وهو : المقال الموضوعي الذاتي فقد يجمع الكاتب في مقاله بين الموضوعية والذاتية بحيث تبدو فيه دقة العالم وخيال الأديب .

الفرق بين أسلوب المقال الأدبي والمقال الأدبي :
1 - الأسلوب الأدبي يخاطب العاطفة ويناجي الوجدان ويبدو أثر الانفعال فيه واضحاً بينما الأسلوب العلمي يخاطب العقل وتتخطى بالمنطق ويقوم بإبراز الحقائق والأفكار ولا أثر للعاطفة والانفعال فيه .
2 - الأسلوب الأدبي يعتمد على الصور الخيالية والكلمات الموسيقية ، وتقابلها المصطلحات العلمية والأرقام الحسابية والهندسية في الأسلوب العلمي .
3 - في الأسلوب الأدبي يتجلى في صور عديدة دقة المعاني وروعة البيان ورنة العبارة ، أما الأسلوب العلمي فيمتاز بالدقة في إبراز الحقائق وتوضيحها .
4 - يسمى الأسلوب الأدبي ( النثر الفني ) لاهتمامه بتنميق العبارة والوقوف على مواطن الجمال والروعة وليس الأسلوب العلمي على غراره .

وأخيراً سوف أقرؤ مقطعين اثنين اخترتهما لنميز بين المقالة الذاتية والموضوعية ، وقبلها من أراد تعلم هذا الفن فليطالع الصحف والمجلات وبعض كتب الأدب ككتاب - من وحي القلم - لمصطفى صادق الرافعي ، فيض الخاطر لأحمد أمين ، جمال الطبيعة للعقاد ، وحي البحر لأحمد أمين وهو على سبيل المثال لا الإحصاء .

المقطع الأول : الشيخ علي الطنطاوي :
((لم يكن يفزعني شيءٌ وأنا مريضٌ مثل ما يفزعني الليل بسوادهِ وامتداده ، كنت أخافه أشد الخوف ، وأحسب لمجيئه الدقائق والثواني ، وأرقبه كما يرقب المحكوم ساعة القتل ، … ولطالما رأيتُ في السقفِ بقعةً سوداء فخيل إليَّ لطول التحديق فيها ، إنها حيةٌ تريد أن تنقضَّ عليَّ ، فأصيح فزعاً وأنطلق أهذي هذيان محموم حرارته أربعون … )) .

المقطع الثاني : فؤاد صرف :
((القياس وحسابه ركنان لا غنى للعلم عنهما ، وكلاهما موغلٌ في القِدَم ، وتتبّع تطورهما إلى الشائع والمعتمد في عصرنا من وحدات القياس وأساليب تطبيقها ، وطرائق حسابها من أمتع البحوث وأعلقها بالنفس )) .


للموضوع بقية،،،، يتبع

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-01-2009, 12:53 PM   رقم المشاركة : 3
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي ( المقالة 3 ) صالح الغانم

أدب المقامة


المقامة مفرد مقامات وهي : قطعةٌ أدبيةٌ فنيةٌ تجمعُ شواردَ اللغةِ ونوادرَ التركيبِ بأسلوبٍ مسجوعٍ ، ولم يكن الغرض من المقامة جمال القصص ، إذ لم يعنوا أصحاب المقامات جملة ؛ بتصوير الحكايات وتخيل الأشخاص ، ولم يكن همهم إلا تحسين اللفظ وتزيينه .

نشأ هذا الفن الأدبي في تاريخ الأدب العربي في أواخر العصر العباسي ، والتي أبدع فيها وأبدعها بديع الزمان الهمذاني ، وقيل أنه أخذها عن أستاذه ابن فارس ، ثم جاء أبو محمد القاسم بن علي الحريري ، الذي بلا ريب تفوق في مقاماته مقامات البديع الهمذاني عند كثير من المحققين ، ولد هذا العالم الجليل في مشان بالقرب من البصرة ، ولما ترعرع انصرف إلى البصرة يأخذ عن أعلامها علوم اللغة والأدب ، وأصبح أحـد الأعـلام المشار إليهم بالبنان ، فوضع (( درّة الغوّاص في أوهام الخواص )) وإلى جانب هذا الكتاب توافر على وضع مقاماته ، وقد عُنى بمقاماته العلماء والمستشرقون عناية كبرى ، فتوافر عليها الشرّاح ، وأهم شرح إلى الآن هو شرح المطرّزي ( 590هـ ) ، وترجمت مقاماته إلى اللغات : الفرنسية والإنكليزية والألمانية والفارسية …

وكـان أول ما وضـع الحريري مقاماته الخمسين المقامة الحرامية ( 495هـ ) وأغلى مقاماته ( 504هـ ) ومحورها يدور على الاحتيال بالطرق المتنوعة ، وقد عرفت في زمنه بالكُدية أي الاستعطاء ، وأسند رواية مقاماته إلى الحارث بن همام وهو اسم خيالي ، وبطلها أبو زيد السروجي من أهل الكدية ، وبهذين الشخصين مثل عصره أحسن تمثيل ، وقد أبدع في المقامة النحوية والفقهية واللغوية ، والخالية من النقط وغيرها .

ومن الذين تناولوا هذا الفن ابن الاشتركوني ( 358هـ ) ومقامات الزمخشري ( 538هـ ) ومقامـات أحمـد بن الأعظم الـرازي ( 630هـ ) والمقامـات الزينيـة لزين الدين بن الجزوي ( 701هـ ) ومقامات السيوطي ، وقد أخفق هؤلاء في مجارات الحريري ، ولم يتسنَ ويستقيم هذا الفن على أجمل وجه إلا للشيخ ناصيف اليازجي في مقاماته ( مجمع البحرين ) .


صالح الغانم

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 07:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد