من الواضح لكل لبيب ان سيرة البشرية هي ايام نفس الايام وان ختلفت في الاشكال والمنهاج
(وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
ومن خلال النظرة الموضوعية لسيرة الانبياء والاولياء والصالحين نجد بوضوح قلة اولئك الذين تحملوا مسؤوليتهم الشرعية والانسانية اتجاه ربهم
ويشير لهذا المعنى مصادري التشريع القران والسنة المطهرة
قال تعالى ( (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)
مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران110]،
وعن الحبيب المصظفى صلى الله عليه واله وسلم
( بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ قَالَ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُحَازَنَّ الْإِيمَانُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا يَحُوزُ السَّيْلُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْرِزَنَّ الْإِسْلَامُ إِلَى مَا بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا .
وعن امير المؤمين علي عليه السلام (لئلا تبطل حجج الله وبيناته ورواة كتابه. وأين اولئك؟ هم الاقلون عددا، الاعظمون قدرا، بهم يحفظ الله حججه حتى يودعه نظراءهم ويزرعها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقائق الايمان، فباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعر منه المترفون (1) واستأنسوا بما استوحش منه الجاهلون. صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى. يا كميل اولئك امناء الله في خلقه وخلفاؤه في أرضه وسرجه في بلاده (2) والدعاة إلى دينه. واشوقاه إلى رؤيتهم أستغفر الله لي ولك.
وورد في دعاء الندبة الامة مصرة على مقته الا القليل مما وفى لرعاية الحق فيهم
فمن هنا يكون واضح ان نميز القلة التي تمسكت بالحق ونتصرت له وتحملت ظلم الظالمين وجهل المجتمع.