09-05-2012, 12:50 PM | رقم المشاركة : 1 |
مشرف بِريشتي أعبّـر
|
:: أستطيع فعل ذلك بنفسي ! ::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللـــهـم صـلّ عـلـى مـحــمـد وال مـحـمـد . . {.. أستطيع فعل ذلك بنفسي .. يرتل "يوسف" هذه العبارة التي تصحبها نظرة الثقة وابتسامة التحدي عادة على مسامعي ، مما يجعلني أنخرط في ذاكرتي باحثة عنها تحت بند "أين سمعتها" . في حديقة المنزل حيث استدعاني لاصلاح خلل في دراجته الصغيرة التي كثيرا ما تصاب بالعطل عينه بسبب قيادته العجيبة ، وبالتالي أشترط عليه " أنا " قائمة الأوامر والنواهي (افعل ولا تفعل وأخواتها ) الأمر الذي يجعله يعزف سينفونية التذمر إلى جانبي حتى أُنهي اصلاح دراجته ، ومن ثم أمطره بقائمة التوجيهات انتبه عند قيادتك للدراجة حتى لا تعاودها الأعطال مجددا ، وما إن أُيمم مدخل المنزل حتى يهتف بي (( لقد تعطل مجددا)) لأُعيد عليه قائمة الأوامر ويُعيد علي سينفونيته ، وهكذا حتى تعلن والدته عن انتهاء موعد اللعب وأن عليه العودة إلى الداخل. أمام مرآتي أقلب كتاباً قد لايمتعني بالحد الذي ألحت علي الحاجة لقراءة (منهج مغمور بكلمات الحشو ذات المعنى المكرر عادة ) يقف وتعلوه ابتسامة انتصار وبكلمات ساخرة يقول لي : لن أطلب إليك مجددا إصلاح دراجتي لأني اصلحته بنفسي منذ قليل ! دهشت ! لأن اصلاح ذاك الموضع من الدراجة ليس سهلا وهرعت إلى حيث دراجته وفعلا قد اصلحها ! عرفت عني عائلتي حب الرسم واقتناء الألوان بأنواعها للرسم على قماش وورق الكانسون وما إلى ذلك مما يعرفه محبي هذا الجانب ، وقد كنت أنال منهم الإعجاب والإكبار لرسوماتي منذ نعومة أظفاري التي كانت تحبك القصص المدعمة بالرسوم الطفولية إلى أن أصبحت أُزار بشكل رسمي من أجل أن أرسم لفلانة طالبة الثانوية من معارفنا رسمة القلب أو أي عضوٍ آخر من مادة الأحياء رغم صغر سني إلا أن رسوماتي كانت جيدة وعندما بلغت مرحلة الثانوي وآن أوان استعراض مهارتي في رسم القلب إلا أنني اكتشفت أني كنت أرسمه مقلوبا فكنت أجعل البطين الأيمن في محل الأيسر وكذلك بالنسبة للشرايين ! ولا تسألوا عن علامات التعجب التي نمت فوق رأسي ذلك اليوم . ولكن المدعو (يوسف) لم يلتفت إلى قواميس الثناء التي كانت تقرأ على مسامعي ، فما إن يقال له توجه إلى خالتك لترسم لك حتى يعرض عنهم متقوقعا حول نفسه ممسكا بقلمه الصغير ليرسم فلانا من العائلة ! على هيئة اليوجلينا كما أراها أنا فهو يرسم شكلا شبه بيضاوي متعرج من كل اتجاه يحتوي على دائرتين ليستا بذات الحجم الى جانب خط يسير وتعلوه خطوط مبعثرة على هيئة الشعر ! هذه اليوجلينا في نظره لا يمكن أن تضاهيها أي رسمة في الدنيا فمن أكون لأباريه أصلا ! ومع الأيام أصبحت رسوماته أكثر وضوحا وأعماله الفنية أكثر اتقانا فهو يكتب اسمه ويرص فوقه القصاصات الورقية ويزين خزانة ملابسه بلصاقات بترتيبه الخاص وحسب رأيه الفني ، والكثير من القرارات الشخصية الجادة والسليمة . أُسنده إلى وسادتي وأقص عليه قصصاأبين له فيها مواطن قد أخطأ بها هو ولكن يقع بها بطل تلك القصة مبينة له مساوئ ذاك التصرف وكيف أن بطل القصة قد تضرر من تصرفه ذاك ولينجو بطل القصة من مشكلته عليه أن يخرج من هذه الورطة وذاك بحل الأسئلة التي طرحت عليه من قبل زعيم الجزيرة أو حاكم القرية الجبلية على سبيل المثال ليستعد هو للإجابة على الأسئلة متقمصا دور البطل المتورط ! فمن سؤال في جمع الأعداد إلى طرحها ، بالإضافة لمعلومات طفيفة عامة من أصوات الحيوانات أو ذكر صفاتها ليتعرف عليها ، وما إن تنتهي هذه الأقصوصة بنجاة البطل حتى يلتفت إلي مطالبا إياي بالاستماع إلى ما سيسرده على مسامعي من القصص والتي غالبا ما تكون من مغامرات (ابطال الديجيتال) و صراعاتهم ويطرح علي الأسئلة كما طرحتُ عليه لأنقذ البطل أنا أيضا (= إن تحديه لنفسه واستعماله لمهاراته البسيطة في تحقيق مآربه يجعلني أتذكر تحدياتي لمهاراتي عندما كنت في تلك المرحلة ، هذا الجانب بالذات من شخصيته سيكون دافعا قويا له في إيجاد حلول مبتكرة للكثير من المشكلات التي قد تعترضه ، فكما في قاموسي الفلسفي الذي أحل به الكثير مما يستشكل عليّ أرى أن لديه قاموسا فلسفياً خاص لايعتمد فيه على قول أحد بل يعتمد التجربة العلمية في الاجابة عن تساؤلاته ، واستعمال الشيء الواحد في العديد من الخيارات المتاحة لذلك فهو ان لم يستطع كتابة كلمة مشمش ليذكرهم باحضارها له قد يكتفي باقتطاعها من المجلات الترويجية للسلع الغذائية وقد لا يجد صورة ما يريد في تلك المجلة فيلجأ الى رسمها حسب ما يرى على وريقة صغيرة ليجعلها في جيب جده أو والده ليذكرهم بما يريد ! هذا الصغير الذي يذكرني بعزمي وتحديّ لنفسي أرجو أن يجد مربيا فاضلا في السلك التعليمي ، دون أن يجحف حلوله المنطقية واستنتاجاته الذكية ، فإني أرى في خطة التعليم الجديدة دعم وتطوير لمثله من الأطفال ، وأتأمل أن يمن الله عليه بمعلمٍ يعرف قيمته ويضعه في موضعه المناسب ويدعمه ومن ماثله من الاطفال المتعطشين للمعلومات ، ولا يهمله ليلتفت إلى المهملين ليستجدي منهم لبناً ! أثق بأنه لن يلتفت إلى من يقلل من قدره ولكني أعلم مدى مضرة التقليل من الشأن على النفسية ! فبدل من اشغاله بالانجازات سنشغله باثبات قدراته الفكرية والذهنية ليلتفتوا إليه وهذا ما أخشاه حقاً .. أيه المعلم : امنح من يحب مادتك كل الاهتمام ولا تولي اهتمامك للمهمل على حسابه ، فإنك إلم تساهم في انخفاض مستواه ، فستساهم في بغضه لما يحب ! فأنت الورقة البيضاء في صفحته ما لم تلطخها باهمالك له ! فكن مستعدا لاستقباله بعد سنة من هذا التاريخ !
|
10-05-2012, 03:22 AM | رقم المشاركة : 2 |
مشرف زوايا عامة
|
رد: :: أستطيع فعل ذلك بنفسي ! ::
يجب أن نشجع ونحبب أي شخص بما يحب لا أن نحسسه بعدم قدرته
|
11-05-2012, 02:27 PM | رقم المشاركة : 3 |
مشرف بِريشتي أعبّـر
|
رد: :: أستطيع فعل ذلك بنفسي ! ::
.
. شاكر لك هطول هنا . . .
|
13-05-2012, 02:18 AM | رقم المشاركة : 4 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
رد: :: أستطيع فعل ذلك بنفسي ! ::
الله يعطيك العافيه..اخي
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|