19-11-2010, 08:26 PM | رقم المشاركة : 1 |
مشرف سابق
|
السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم ومنكري فضائلهم السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته - قال تعالى: {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }البقرة163. - وقال تعالى: {........... فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء171. - وقال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }الإخلاص1. - عن ابن عباس قال : جاء اعرابى إلى النبي ( ص ) فقال يا رسولالله علمني من غرائب العلم قال : ما صنعت في رأس العلم حتى تسأل عن غرائبه ، قال الاعرابي : وما رأس العلم يا رسول الله ؟ قال : معرفة الله حق معرفته ، فقال الاعرابي : ما معرفة الله حق معرفته ؟ قال : أن تعرفه بلامثل ولاشبه ولاند ، وانه واحد أحد ، ظاهر باطن ، أول آخر ، لاكفو له ولانظير له ، فذلك حق معرفته . ( مشكاة الأنوار ). - قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في خطبة له في نهج البلاغة:"... أَوَّلُ اَلدِّينِ مَعْرِفَتُهُ وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ اَلتَّصْدِيقُ بِهِ وَ كَمَالُ اَلتَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ اَلْإِخْلاَصُ لَهُ...". "أكثر ما يهمّ الاِنسان في الحياة هو أن يعرف حقيقة مبدئه ومعاده، والغاية من وجوده، ومن أين جاء، وإلى أين ينتهي، ولماذا وجد ؟ هذه الاَسئلة التي يطرحها الاِنسان على نفسه على الدوام، تحتاج إلى إجابات شافية، لكي يتخذ الاِنسان على ضوئها موقفاً من الحياة، يحدد سلوكه، ويقيم لمجتمعه نظاماً صالحاً يرتضيه. ولقد فشلت العقائد الوضعية في الاجابة على استفهامات الاِنسان المتعلقة بمبدئه ومعاده، ومبرِّر وجوده؛ مرَّة من خلال الادعاء بأنَّ الانسان وجد صدفة ! ومرَّة أُخرى من خلال الزعم بأنّه وجد نتيجة لتطور المادة !!.. وما إلى ذلك من تفسيرات واهية لا تُسمن ولا تغني من جوع الاِنسان وتعطشه الاَبدي لمعرفة الحقيقة. وليس هذا فحسب، بل فشلت أيضاً في رسم معالم النظام الاجتماعي الذي يصلح الانسان ويحقق سعادته. وبينما أجابت العقائد الدينية المحرَّفة إجابات باهتة ومشوهة، عندما أقرّت من حيث المبدأ بوجود الخالق ولكن شبّهته بخلقه، كما فشلت في تحديد النظام الاَصلح للبشرية، أجابت العقيدة الاِسلامية عن كلِّ ذلك بمنتهى الصدق والعمق، عندما أعلنت أنّ للاِنسان خالقاً حكيماً قادراً لايُنال بالحواس ولا يقاس بالناس، وأنّ الاِنسان وجد لغاية سامية وهي عبادة الله تعالى والوصول من خلالها إلى أرفع درجات التكامل والخلود".(كتاب: دور العقيدة في بناء الإنسان – مؤسسة الرسالة) إن من أهم الأمور التي لا بد للفرد المسلم أن يتعلمها هي العقائد ، فليس من الصحيح التركيز على المسائل الفقهية من صلاة وصوم وحج وزكاة وخمس والتي تعتبر من فروع الدين وتجاهل الأصول الحقة التي لا بد من الإعتقاد فيها ، والتي بدونها – العقائد - سوف يعيش الفرد منا حالةً من التيه والضياع والجهل الذي قد يؤدي به إلى الكفر والعياذ بالله. حيث أن أصول الدين خمسة وهي: التوحيد- العدل – النبوة – الإمامة - المعاد. ليس من الصحيح أن يقول الواحد منا وبمقتضى تولده في بيئة شيعية موالية من أبوين مواليين ، أن ذلك كافٍ لتمسكه بعقيدته وأنها العقيدة التي لا يشوبها شيء من الخطأ أو الإلتباس ، فهذا الكلام يساوي في معناه ما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه حكايةً عن بعض الأقوام، حيث يقول جل اسمه : {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }الزخرف22، وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }الزخرف23. من هنا لابد لنا من تعلم العقائد وفهمها فهماً جيداً حتى نعترف لله جل وعلا بالعبودية ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة ولعلي وأبناءه المعصومين عليهم السلام أجمعين بالولاية والإمامة عن قناعة ووعي لا عن تقليد واتباع للآباء والأمهات، فقد قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }المائدة104. في كتاب الله جل وعلا الكثير من الآيات التي تحث على التدبر والنظر وإمعان الفكر في الأنفس والآفاق ، وكلها تسلط الضوء على أهمية العقل وما له من دور فاعل في انتشال الإنسان من حضيض العبودية لغير الله إلى عبودية الواحد القهار، وأن التقليد الأعمى واتباع الغير عن جهل ماهو إلا الضياع والتيه بعينه. وبما أنه لا يمكن لأيٍ منا أن يغض الطرف عن ما يرد من شبهات وتشكيكات طالت كل معتقداتنا أو يتجاهل وجودها، والتي من ضمنها اعتقادنا بالله عز وجل وأنه واحد أحد فرد صمد، ونظراً للإنفتاح الذي طال العالم بأسره من خلال الفضائيات والشبكة العنكبوتية وغيرها من وسائل الإعلام التي كان ومايزال لها الدور الكبير في نشر الكثير من المغالطات والكثير من التساؤلات التي يسعى مثيروها إلى التأثير على المعتقدات الحقة والطعن فيها بأي وسيلة كانت، ولأن الكثير منا ليس له رغبة في مطالعة الكتب بشكل عام وكتب العقيدة بشكل خاص، لذا فإني – بحول الله وقوته – سوف أسعى جاهداً ومن خلال هذه السلسلة العقائدية إلى نقل ماهو مفيد وقيم ومناسب ، مع مراعاة الإختصار ،وأرجو أن يستفيد الجميع من ذلك بما فيهم أنا. أسأل الله عز وجل أن يوفقني لذلك ، ويجعلكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. طالب الغفران
|
19-11-2010, 08:29 PM | رقم المشاركة : 2 |
مشرف سابق
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
|
20-11-2010, 12:06 AM | رقم المشاركة : 3 |
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
أحسنت وبارك الله فيك وشكر لك مساعيك ،وفتح لك مغلق الفهم ،ودفع عنك الخطأ والوهم ،ورماك الله من قوس المعرفة بسهم،ولتنتبه لدقة نقلك،ولتحذر الخطأ النحوي،ولتصدر عن أمات الكتب في العقائد قديمها وحديثها ،ولاسيما ماأشار إليه علماؤنا بالبنان ،ولتبتعد عن مواضع الخلاف ،وانتجع مواضع الائتلاف،وأجب على الشبهات التي يكثر إثارتها في أيامنا ،فإن الاشتغال بها أولى من الاشتغال بغيرها فالمرء ابن عصره وزمانه ،هذه بعض الفكر التي ابتدرت إلى فكري.سددت ومددت .
|
20-11-2010, 02:50 AM | رقم المشاركة : 4 |
طرفاوي نشيط
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
وعليكم السلام
|
20-11-2010, 05:28 AM | رقم المشاركة : 5 | |||||||||||||||||||||||
مشرف سابق
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
عزيزي/ سلمان الفارسي، أشكرك على هذه النصائح القيمة والتي سآخذها بعين الإعتبار - إن شاء الله تعالى -، وبالنسبة للأخطاء النحوية ،فلا أضمن عدم صدورها مني لأني لست من أهل النحو. لك مني أطيب التحية على تشجيعك وحرصك . وفقك الله
|
|||||||||||||||||||||||
20-11-2010, 05:37 AM | رقم المشاركة : 6 | |||||||||||||||||||||||
مشرف سابق
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
الأخت الكريمة/ الأبرار، ألف شكر لكِ على مروركِ الكريم واتمنى لكِ التوفيق لكل خير. اقتراحكِ جميل جداً ولكن تطبيقه سوف يُخرج الموضوع عن المنهج المرسوم له وسوف يأخذ مني وقتاً أطول. ولكن سوف يكون هناك مجال لاستفسارات الأعضاء حول أي حلقة تُطرح - إن شاء الله تعالى -.
|
|||||||||||||||||||||||
20-11-2010, 07:43 AM | رقم المشاركة : 7 |
إداري
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
بارك الله فيك ونفع بك أخي / طالب الغفران
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك , ولاحرمنا الله من عطاء يراعك إنه سميع مجيب
|
20-11-2010, 10:05 AM | رقم المشاركة : 8 |
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم
|
20-11-2010, 03:14 PM | رقم المشاركة : 9 |
طرفاوي نشيط جداً
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
بسمِه تجلت عظمته ، وتقدست آلاؤه
التعديل الأخير تم بواسطة المنادي ; 20-11-2010 الساعة 03:34 PM. |
20-11-2010, 07:23 PM | رقم المشاركة : 10 |
مشرف سابق
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
الإخوة الأعزاء/
|
22-11-2010, 04:46 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||||||||||||||||||||
طرفاوي نشيط جداً
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
بسم الله الرحمن الرحيم سلام الله عليكم جميعا ورحمته وبركاته ..فقط وددت أن استفسر من أخي طالب الغفران سدده الله ، وزاده علما ويقينا : متى ستكون التتمة القادمة إن شاء الله ، وهل يمكن تقدير الفترة (المتباعدة) بين كل حلقتين (إن أمكن) ؟ وعذرا عذرا على الفضول ، فسؤألي فقط من أجل الاستعداد وضمان المتابعة . كما لا يفوتني في هذه العجالة ، أن أتقدم بأحر التعازي لأهالي بلدة الطرف عامة ولعائلة الحمد والسعيد خاصة وكذلك لأعضاء منتديات الطرف برحيل الشابين المؤمنيْن : زكريا وعبدالهادي ، وأسال الله أن ينعّمهم برضوانه ويدخلهم في الصالحين مع محمد وآله الأطهرين صلوات الله عليهم أجميعن ... في حفظ الله ،،،
التعديل الأخير تم بواسطة المنادي ; 22-11-2010 الساعة 07:42 PM. |
|||||||||||||||||||||||
22-11-2010, 07:32 PM | رقم المشاركة : 12 |
مشرف سابق
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
|
24-11-2010, 05:29 AM | رقم المشاركة : 13 |
مشرف سابق
|
الحلقة الأولى
إثبات وجود الله بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم قبل الخوض في الأدلة التي تثبت وحدانية الله عز وجل ، وقبل الخوض في أقسام التوحيد،لابد من الإجابة عن سؤالين مهمين ألا وهما: أولاً: لماذا نبحث عن وجود الله؟ بمعنى آخر: ماهي الحاجة التي تحتم علينا معرفة الخالق جل وعلا؟ ثانياً: ماهي الأدلة والبراهين التي تثبت وجود الله؟ جواب السؤال الأول: يذكر علماؤنا الأجلاء عدة عوامل تحتم علينا السعي للبحث عن خالق الكون ومعرفته، وهي :- 1-حبّ الاستطلاع و التعرف على عالم الوجود: حول هذه النقطة يقول آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في كتابه : ( دروسٌ في العقائد الإسلاميّة ) :" إنَّنا نريد أنْ نعرف حقّاً: هل هذه السّماء الرفيعة بنجومها الجميلة، وهذه الأرض المنبسطة بمناظرها الأخّاذة، و هذه الكائنات المتنوعة، و الطيور الجميلة، والأسماك الملونة في البحار، والزهور، و البراعم و النّباتات، و أنواع الأشجار السّامقة، هل هي كلّها قد وجدت في هذا الكون لوحدها، أم أنَّ هذه الصور العجيبة قد رُسمت بيد ماهرة قادرة مدبّرة؟ ثمّ إنَّنا إذا تجاوزنا ذلك كلّه، فإنَّ الأسئلة الأولى التي تراود خواطرنا في الحياة هي: من أين جئنا؟ أين نحن الآن؟ وإلى أين سائرون؟ إنَّ روح حبّ الاستطلاع فينا تفرض علينا أنْ لا نجلس دون حراك حتى نعثر على أجوبة هذه الأسئلة ". تعليق: لعلنا نلحظ أن هذا التوجه – حب الإستطلاع – واضح وجلي في حياتنا العملية في أمور كثيرة، فعندما نرى سيارةً مقلوبة على وجهها ، فإننا وبدون تردد سوف نحاول معرفة سبب انقلابها، وعندما نرى إنساناً مكسور الرجل ، فإن الفضول يدفعنا إلى التساؤل عن سبب الكسر ، ولعل الكثير من الإكتشافات التي توصل لها العقل البشري منذ القدم وحتى الآن وليدة حب الاستطلاع لمعرفة أسرار الكون. 2-عرفان الجميل أو شكر المنعم: يُعتبر هذا العمل من الدوافع العاطفية التي تحث على البحث عن الخالق، وبهذا الصدد يقول آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في كتابه: ( نفحات القرآن ، الجزء الثاني ) : "هنالك حقيقة تقول: إنَّ الذي يسدي خدمة لشخص آخر أو ينعم عليه نعمة فسيكون محطاً لعواطفه، ويكون هذا الآخر محباً لصاحب الخدمة والنعمة، يحب أن يتعرف عليه تماماً ويشكره، وكلما كانت هذه النعمة أهم وأوسع، كان تحريك العواطف نحو «المنعم» و «معرفته» أكثر. ولهذا جعل علماء علم الكلام (العقائد) مسألة «شكر المنعم» - ومنذ القِدَم - إحدى المحفزات على التحقيق حول الدين ومعرفة الله ". -جاء في حديث عن أمير المؤمنين علي((عليه السلام)): «لو لم يتوعد الله على معصيته لكان يجب ألاّ يُعصى شكراً لنعمته» (نهج البلاغة، الكلمات القصار، الكلمة 290 نقلاً عن الكتاب الآنف الذكر). -نقرأ في حديث آخر عن الاِمام الباقر((عليه السلام)) أنه قال: «كان النبي ذات ليلة عند عائشة فسألته: لماذا ترهق نفسك كل هذا الإِرهاق بالعبادة في حين قد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟». فقال ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «ألا أكون عبداً شكوراً؟». ( أصول الكافي المجلد 2 باب الشكر، الحديث 6 نقلاً عن الكتاب الآنف الذكر). 3- حساب الرّبح و الخسارة في هذا البحث و دفع الضرر المحتمل أو المظنون: حول هذه النقطة يقول آية الشيخ جعفر السبحاني في كتابه: ( الإلهيات على هدى الكتاب والسنة، الجزء الأول): " إنَّ هناك مجموعة كبيرة من رجالات الإِصلاح و الأخلاق الذين فدوا أنفسهم في طريق إصلاح المجتمع و تهذيبه، وراحوا ضحية رقيّه، توالوا على مدى القرون و الأعصار و دعوا المجتمعات البشرية إلى الإعتقاد بالله سبحانه و صفاته الكمالية، و ادَّعوا أنَّ له تكاليف على عباده و وظائف وضعها عليهم، و أنَّ الحياة لا تنقطع بالموت و ليس الموت آخرها و آخر مقطع منها، و إنما هو جسر يعبر به الإِنسان من دار إلى دار، و من حياة ناقصة إلى حياة كاملة، و أنَّ من قام بتكاليفه و وظائفه فله الجزاء الأوفى، و أمّا من خالف واستكبر فله النكاية الكبرى. هذا ما سمعته آذان أهل الدنيا من رجالات الوحي و الإِصلاح، ولم يكن هؤلاء متهمين بالكذب و الإِختلاق، بل كانت علائم الصدق لائحة من خلال حياتهم و أفعالهم و أذكارهم. عند ذاك يدفع العقل الإِنسان المفكر إلى البحث عن صحة مقالتهم دفعاً للضرر المحتمل أو المظنون الذي يورثه مقالة هؤلاء. و ليس إخبار هؤلاء بأقل من إخبار إنسان عادي عن الضرر العاجل أو الآجل في الحياة الإنسانية، فترى الإنسان العاقل يهتمّ بإخباره و يتفحص عن وجوده حتى يستريح من الضرر المخبر عنه ". توضيح: كمثال على ذلك : لو أن شخصاً ما أخبرك بأن خلف جبل ما أفعى ضخمة تأكل كل من يمر بها ، وأنت تعلم بصدق ذلك الرجل ولم تعهده كاذباً يوماً ما، فإنه ومن الطبيعي أنك سوف تأخذ أقصى درجات الحذر وسوف لن تحاول التوجه إلى ذلك الموقع أبداً، وكل ذلك حتى تدفع الضرر عن نفسك، فكيف بمن يخبرك بالمصير النهائي الذي ينتظرك وما ستئول إليه ، وأن هناك ثواباً وعقاباً على كل حركة وسكون قد يصدران منك، أوليس ذلك مدعاة لأخذ الحذر والحيطة أكثر فأكثر؟ إلى هنا وصلتُ معكم إلى ختام الحديث حول إجابة السؤال الأول ، ، وسوف أوافيكم بإجابة السؤال الثاني في الحلقات التالية. وفقكم الله
|
24-11-2010, 08:12 AM | رقم المشاركة : 14 |
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم
|
24-11-2010, 11:06 AM | رقم المشاركة : 15 |
طرفاوي مشارك
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
وفقك الله وزادك علماً ونوراً
بنور محمد وآل محمد أكمل حفظك الله
|
24-11-2010, 09:36 PM | رقم المشاركة : 16 |
طرفاوي نشيط
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
أحسنتم الأخ طالب الغفران على هذا البحث
|
02-12-2010, 06:50 PM | رقم المشاركة : 17 |
مشرف سابق
|
الحلقة الثانية
الحلقة الثانية
|
06-12-2010, 10:54 PM | رقم المشاركة : 18 |
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
|
07-12-2010, 02:20 PM | رقم المشاركة : 19 |
مشرف سابق
|
رد: السلسلة العقائدية - التوحيد أولاً ( حلقات )
حياك الله عزيزي/ ابن الشهيد،
|
09-12-2010, 10:53 AM | رقم المشاركة : 20 |
مشرف سابق
|
الحلقة الثالثة
الحلقة الثالثة إثبات وجود الله بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم كان الكلام في الحلقة الماضية حول برهان الفطرة ،وتم طرح ثلاثة شواهد على فطرية وجود الله ، وسوف أواصل معكم في هذه الحلقة ما بقي من شواهد وبالله التوفيق. 4- شهادة العلماء والمفكرين على فطرية الدين:- أ-الفيلسوف الأمريكي وليم جيمس: وإن صح القول بأن المنشأ للكثير من الرغبات والميول الباطنية هي الأمور الطبيعية والعالم المادي، لكن في نفس الوقت هناك ميول ورغبات باطنية كثيرة منشؤها العالم المعنوي، فالحب والوفاء والإيثار والإخلاص وأمور نفسية دينية كثيرة لا نراها تتوافق مع الحسابات المادية، إذاً هناك غرائز مادية تربطنا بعالم مادي وهناك غرائز معنوية تربطنا بعالم آخر. (لابديل عن الدين-الشهيد مطهري). ب-ألكسيس كارليل: يقول في كتابه (الدعاء): "الدعاء أسمى حالة دينية مقدسة، حيث تحلق روح الإنسان لله.. ويوجد في الوجدان الإنساني شعلة تعرّف الإنسان على خطاياه وانحرافاته أحيانا، وهي التي تصدّه عن الوقوع فيها.. وفي بعض حالات الإنسان الروحية يشعر بعظمة المغفرة وجلالها" (لابديل عن الدين-الشهيد مطهري). ت-يقول اينشتاين في حديث طويل : « إنّ العقيدة والدين موجودان في الجميع دون استثناء ... إنّي اُسمّيه ( الشعور الديني للخلق ) .. في هذا الدين يشعر الإنسان الصغير بآمال وأهداف البشرية العظيمة والجلال الكامن خلف هذه القضايا والظواهر ، إنّه يرى وجوده كسجن ، وكأنّه يريد التحرّر من سجن الجسم ليدرك الوجود كلّه كحقيقة واحدة » ( نفحات القرآن ج3 – الشيخ ناصر مكارم الشيرازي) . ث-ويقول ماكس مولر : « لقد خضع أسلافنا لله في عصور لم يكونوا قادرين فيها حتّى على إطلاق اسم على الله ». وهو القائل في موضع آخر : « خلافاً لما تقوله النظرية الشهيرة بأنّ الدين ظهر أوّلا بعبادة الطبيعة والأشياء والأصنام ثمّ وصل إلى عبادة الله الواحد . فلقد أثبت علم الآثار بأنّ عبادة الله الواحد كانت سائدة منذ أقدم الأيّام » ( نفحات القرآن ج3 – الشيخ ناصر مكارم الشيرازي). ج-يكتب « جان دايورث » الأُستاذ بجامعة كولومبيا حول الدين وأصالته في المجتمع البشري : إنّك لن تجد أية ثقافة لدى أية أُمَّة من الأُمم وقوم من الأقوام إلاّ ويكون في تلك الثقافة شكل من أشكال التديّن وأثر بارز للدين. إنّ جذور التديّن ممتدة إلى أعماق التاريخ .. إلى الأعماق المجهولة من التاريخ السحيق البعيد غير المدون. (مفاهيم القرآن ج1-الشيخ جعفر السبحاني). ح-يقول « بلورتاك » المؤرخ الإغريقي الشهير منذ نحو من ألفي سنة :من الممكن أن نجد مدناً بلا أسوار ولا ملوك ولا ثروة ولا آداب ولا مسارح ولكن لم ير قط مدينة بلا معبد ، أو لا يمارس أهلها عبادة. (مفاهيم القرآن ج1-الشيخ جعفر السبحاني). 5- البحث عن الكمال:- "إن من الأمور الفطرية التي جبلت عليها سلسلة بني البشر بأكملها, بحيث أنك لن تجد فرداً واحداً في كل المجموعة البشرية يخالفها, ولن تستطيع العادات والأخلاق والمذاهب والمسالك وغيرها أن تبدلها ولا أن تحدث فيها خللاً, إنها "الفطرة التي تعشق الكمال". فكلّ يجد معشوقه في شيء, ظاناً ذلك هو الكمال وكعبة الآمال, فيتخيله في أمر معين فيتوجه إليه, ويتفانى في سبيله تفاني العاشق, إن أهل الدنيا وزخاريفها يحسبون الكمال في الثروة, ويجدون معشوقهم فيها, فيبذلون من كل وجودهم الجهد والخدمة الخالصة في سبيل تحصيلها فكل شخص, مهما يكن نوع عمله, ومهما يكن موضع حبه وتعشقه, فإنه لاعتقاد بأن ذلك هو الكمال يتوجه نحوه, وهكذا حال أهل العلوم والصنايع, كل يرى الكمال في شيء ويعتقد أنه معشوقه, بينما يرى أهل الآخرة والذكر والفكر غير ذلك... وعليه, فجميعهم يسعون نحو الكمال, فإذا ما تصوّروه في شيء موجود أو موهوم تعلّقوا به وعشقوه, ولكن لا بدّ أن نعرف أنه على الرغم من هذا الذي قيل, فإن حب هؤلاء وعشقهم ليس في الحقيقة لهذا الذي ظنوه بأنه معشوقهم, وإن ما توهّموه وتخيلوه ويبحثون عنه ليس هو كعبة آمالهم. إذ لو أن كل واحد منهم رجع إلى فطرته لوجد أن قلبه في الوقت الذي يظهر العشق لشيء ما فإنه يتحوّل عن هذا المعشوق إلى غيره إذا وجد الثاني أكمل من الأول, ثم إذا عثر على أكمل من الثاني ترك الثاني وانتقل بحبه إلى الأكمل منه, بل أن نيران عشقه لتزداد اشتعالاً حتى لا يعود قلبه يلقي برحاله في أية درجة من الدرجات ولا يرضى بأي من الحدود. إذاً فنور الفطرة قد هدانا إلى أن نعرف أن قلوب جميع البشر, من أهالي أقصى المعمورة وسكان البوادي والغابات إلى شعوب الدول المتحضرة في العالم, ابتداءً بالطبيعيين والماديين وانتهاءً بأهل الملل والنحل, تتوجه قلوبهم بالفطرة إلى الكمال الذي لا نقص فيه, فيعشقون الكمال الذي لا عيب فيه ولا كمال بعده, والعلم الذي لا جهل فيه, والقدرة التي لا تعجز عن شيء والحياة التي لا موت فيها, أي أن "الكمال المطلق" هو معشوق الجميع. إن جميع الكائنات والعائلة البشرية, يقولون بلسان فصيح واحد وبقلب واحد: إننا نعشق الكمال المطلق, إننا نحب الجمال والجلال المطلق, إننا نطلب القدرة المطلقة, والعلم المطلق, فهل هناك في جميع سلسلة الكائنات, أو في عالم التصور والخيال, وفي كل التجويزات العقلية والاعتبارية, كائن مطلق الكمال ومطلق الجمال, سوى الله تقدست أسماؤه, مبدأ العالم جلّت عظمته؟ وهل الجميل على الإطلاق الذي لا نقص فيه إلاّ ذلك المحبوب المطلق؟" (الأربعون حديثاً :الفطرة-الإمام الخميني قدس سره). 6- فشل الدعاية ضدّ الدّين :- "لا شك في أنّ الدعايات المناوئة ، في مقدورها أن تحد من نمو كثير من الأحاسيس والمشاعر الدينية ، ولكنّها لا تستطيع ـ بتاتاً ـ أن تقضي عليها وتستأصلها. وحتى الآن ورغم سيطرة الأفكار اليسارية على ما يقرب من ثلث عالمنا المعاصر ومحاولة البعض لحبس « الشعور الديني » في سجن الاستعمار الشيوعي أو القضاء عليه بالمرة فإنّ هذه الجهود المناوئة للدين لم تحقق أي قسط مهم من النجاح في القضاء على الدين ، أو تفريغ قلوب أكثرية سكان هذا العالم من هذا الشعور. فها هو الشعور الديني ـ في نفس الاتحاد السوفياتي البلد الشيوعي الأُم ـ رغم مرور أزيد من ستين عاماً على الثورة الشيوعية فيها لا يزال يحتفظ بمكانته في أعماق القلوب ، ولذلك عمدت السلطات - في الأوان الأخير - إلى إعطاء بعض الحريات للمسلمين والمسيحيين لإقامة شعائرهم الدينية. وفعلت الصين مثل ذلك مؤخراً كما تنقل نشرات الأخبار ووكالات الأنباء. كل ذلك برهان ساطع ودليل قاطع على أنّ الشعور الديني فطرة فطر عليها الناس ، جميع الناس .. لا تمحوها الدعايات المناوئة ، ولا أي شيء آخر ، وإن كانت تقلل من اندفاعاتها وتحد من نموها ، بعض الوقت ، وبعض الشيء" (مفاهيم القرآن ج1-الشيخ جعفر السبحاني). سوف أكتفي بهذا القدر حول برهان الفطرة ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|