أوصى حكيم ابنه فقال: يا بُنيّ! عزّ المال للذهاب والزّوال، وعز السلطان يومان: يوم لكَ ويوم عليك. وعزّ الحسب للخمول والدّثور. وأمّا عز الأدب، فعز راسب رابط، لا يزول بزوال المال، ولا يتحوّل بتحوّل السّلطان ولا ينقص على طول الزّمان.
يا بنيّ ! عَظَّمَت الملوك أباك، وهو أحد رعيّتها، وعبدت الرّعية ملوكها، فشتّان ما بين عابدٍ ومعبود. يا بُنيّ! لولا أدب أبيك، لكان للملوك بمنزلة الإبل النّقالة، والعبيد الحمالة.
.
.