حينَ تتوجّهُ أصآبع الاتهآمِ المُثقلةِ بالغبآءِ أمآمَ نآصيتكْ.. يجمَعونَ سيئآتِ العآلم وسط صناديقَ جهلِهمْ ثمّ يُدحرجونهآ بينَ قدميكْ, حينَ تلمَحُ نظرآتِ الريبَة القآتلَة حتّى ممن عرفُوكَ أكثرَ من ذوآتهمْ.. حينَ تشعرُ بِكَ تتلآشى, تضمحلّ, تتشظّى بين قرعِ نِعآلهمْ وأنوفهمْ التيْ لاتنكسِرْ, حينَ تشعرُ أن رؤوس الجميْع متيبّسة وأنكَ احتلتَ كإسفنجةٍ خُلقتْ لتمتصّ انفعآلآتهمْ بصمتِ العآلمْ, حينَ تشعرُ بالحنَقِ من كلّ شيء, ومنْ كلّ كآئنٍ, لكنكَ تحملُ الحنَق الأكبرَ على نفسِك ْ.. ترغبُ بالموْتِ ولآيأتيْ, ترغَبُ بالرّحيلِ ولآيأتيْ, ترغَبُ بالمرَضِ فتتعآفى فجأة, ترغَبُ أنْ تكونَ شيطاناً فتتصبّغ بالطهرْ, وكأنّ كلّ الأشيآءِ تنتظرُ أن لاترغبَ بهآ كي تأتيْ نحوكَ بشَغفٍ يشيْ بلعنَة.. حينَ يختنِقُ الحوآرُ وتموت أسآليب الإقنآعِ وتتوقّف الأفوآه ثمّ يسوْدُ الصمت المكآنْ, ذلكَ الصمتُ الذي يُشعرُكِ أنك أصبحتَ وحدكَ على وجهِ الأرضِ وأن الهوآءَ يخترقكَ بخواءٍ كنسمآتُ كوكَبٍ بَعيْد.. حينَ تشعرُ أنك تحملُ بينَ ضلوعِكَ شهقَآت كل الأرآملِ وانكسآرُ كلّّ اليتآمىْ وزهْدِ كلّ العآبدينَ وثقَةِ العآرفين وغضَبِ الأحرآرِ, حينَ تشعرٌ بكَ مُبللاً بهمْ, وبكْ, بالنوآفذِ التيْ لاتفتحْ, بالمطرِ الذيْ لايهطُلْ, بالذآكرةِ التيْ لاتنسَىْ, بالمسآءآتِ التيْ لاتزدحمْ, تشعرُ بكَ مبللاً رغمَ كلّ هفيفِ الريآح وأزيزِ الحآفلآتِ وحرَكةِ العآبرِينْ
: فليسَ سوىْ ربّك سيرْحَمْ , وليسَ سوى ربّك سيُغيثْ