عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-2018, 06:13 PM   رقم المشاركة : 298
النبض الصامت
طرفاوي مميز
 
الصورة الرمزية النبض الصامت
 






افتراضي رد: ..!i كًـانَت جَدتِي تَحكِــي i!..

التاجر الغني و زوجاته الأربعة

ــــــــــــــــــــــ

كان هناك تاجر غني له 4 زوجات وكان يحب الزوجة الرابعة أكثرهم ، فيلبسها أفخر الثياب ويعاملها بمنتهى الرقة ويعتني بها عناية كبيرة ولا يقدم لها الا الأحسن في كل شيء .

وكان يحب الزوجة الثالثة جداً أيضاً ، كان فخور بها ويحب أن يتباهى بها أمام أصدقائه وكان يحب أن يريها لهم ، ولكنه كان يخشى أن تتركه وتذهب مع رجل آخر .

وكان يحب الزوجة الثانية أيضاً ، فقد كانت شخصية محترمة ، دائماً صبورة ، وفي الحقيقة كانت محل ثقة التاجر ، وعندما كان يواجه المشاكل كان يلجأ إليها دائماً ، وكانت هي تساعده دائماً على عبور المشكلة والأوقات العصيبة .

أما الزوجة الأولى فمع أنها كانت شريكاً شديد الأخلاص له ، وكان لها دور كبير في المحافظة على ثروته وعلى أعماله ، علاوة على إهتمامها بالشؤون المنزلية ، ومع ذلك لم يكن التاجر يحبها كثيراً ، ومع أنها كانت تحبه بعمق الا أنه لم يكن يلاحظها أو يهتم بها .

وفي أحد الأيام مرض الزوج ولم يمض وقت طويل ، حتى أدرك أنه سيموت سريعاً ، فكر التاجر في حياته المترفة وقال لنفسه ، الآن أنا لي 4 زوجات معي ، ولكن عند موتي ســـأكــــون وحــــيـــــداً ، ووحدتي كم ستكون شديدة ؟

وهكذا سأل زوجته الرابعة وقال لها : ( أنا أحببتك أكثر منهن جميعا ووهبتك أجمل الثياب وغمرتك بعناية فائقة ، والآن أنا سأموت ، فهل تتبعيني وتنقذيني من الوحدة؟ )
- أجابت الزوجة مـــــســـــتـــحـــيل غير ممكن ولا فائدة من المحاولة ، ومشت بعيداً عنه دون أية كلمة أخرى ، قطعت إجابتها قلب التاجر المسكين .

فسأل التاجر الحزين زوجته الثالثة وقال لها :
( أنا أحببتك كثيراً جداً طول حياتي ، والآن أنا في طريقي للموت فهل تتبعيني ؟ )
- أجابت الزوجة الثالثة لا طبعاً ثم أردفت قائلة:
الحياة هنا حلوة وسأتزوج شخصاً آخر بدلاً منك عند موتك .

غاص قلب التاجر عند سماعه الأجابة وكاد يجمد من البرودة التي سرت في أوصاله .

ثم سأل التاجر زوجته الثانية وقال لها :
( أنا دائماً لجأت اليك من أجل المعونة ، وأنت أعنتيني وساعدتيني دائماً ، والآن ها أنا أحتاج معونتك مرة أخرى ، فهل تتبعيني عندما أموت؟! )
- فأجابته قائلة : أنا آسفة … هذه المرة لن أقدر أن أساعدك ، هكذا كانت إجابة الزوجة الثانية ، ثم أردفت قائلة : إن أقصى ما أستطيع أن أقدمه لك ، هو أن أشيعك حتى القبر ..!

أنقضت عليه أجابتها كالصاعقة حتى أنها عصفت به تماماً .

وعندئذ جاءه صوت قائلاً له :
( أنا سأتبعك يا حبيبي وسأغادر الأرض معك بغض النظر عن أين ستذهب ، سأكون معك الى الأبد )

نظر الزوج حوله يبحث عن مصدر الصوت واذا بها زوجته الأولى ، التي كانت قد نحلت تماماً كما لو كانت تعاني من المجاعة وسوء التغذية !
قال التاجر وهو ممتلىء بالحزن واللوعة ، كان ينبغي علي أن أعتني بكِ أفضل مما فعلت حينما كنت أستطيع!

وفي الحقيقة كلنا لنا أربع زوجات …

الزوجة الرابعة : هي أجسادنا التي مهما أسرفنا في الوقت والجهد والمال في الأهتمام بها وجعل مظهرها جميل ، فأنها عند موتنا ستتركنا

الزوجة الثالثة : هي ممتلكاتنا وأموالنا ومنزلتنا ، التي عند موتنا نتركها .. فتذهب للآخرين .

الزوجة الثانية : هي عائلاتنا وأصدقاؤنا مهما كانوا قريبين جداً منا ونحن أحياء ، فأن أقصى ما يستطيعونه هو أن يرافقونا حتى القبر!

أما الزوجة الأولى : فهي في الحقيقة حياتنا الروحية وعلاقتنا مع الله ، التي غالباً ما تهمل ونحن نهتم ونسعى وراء الماديات ، الثروة والأمور الأخرى ، ولكنها في الحقيقة ، أعمالنا هي الوحيدة التي تتبعنا حيثما ذهبنا .

ربما هي فكرة طيبة أن نزرع من أجلها الآن بدلاً من أن ننتظر حتى نصبح في فراش الموت ولا نستطيع سوى أن نرثيها ونبكي عليها ، فأن الحياة يا أخوتي :

قـــــصــــــــيــــــــرة جـــــــــــــــــداً ...

 

 

 توقيع النبض الصامت :
النبض الصامت غير متصل   رد مع اقتباس